منطق التحليل

الرياضة 2020/11/18
...

علي حنون 
أتعلمون أن اغلبنا يُناقض الواقع، عندما يتطرق لموضوع الاحتراف في كرة القدم، تفكيرنا الافتراضي نُريده قريبا من الواقع لكي نُطالب بالأفضل، غير ذلك فانه (أي تفكيرنا) يبقى مجرد كلمات نخطُها على رمال شاطئ البحر سرعان ما تُمحيها مياه (التقشف).
نطالب على سبيل المثال بالتعامل بمهنية احترافية عالية وإقامة مُسابقة ممتازة كالتي نُشاهدها في المُنافسات الأوروبية الكبيرة، بينما أغلب أنديتنا لا تعي من الاحتراف سوى المفردة..الاحتراف نظام رياضي مُتكامل يشتمل على تفاصيل كثيرة وكبيرة لايمكن تجزئتها، الكلام سهل لكن الواقع صعب جدا. 
أنديتنا تعتاش على المعونة الحكومية، والخزينة العامة يتهددها الخطر، فهل يمكن السير على طريق الاحتراف ولو بخطوة واحدة، في ظل هذا الظرف القاسي؟، وهل يمكن في كنف معاناة القطاعات الحيوية كالصحة والكهرباء ومشاريع البنى التحتية، أن يكون هناك التفات حقيقي، من قبل المؤسسة العامة، للقطاع
 الرياضي؟!
علينا أن نتكلم بواقعية الحال، الذي نعيشه، الكل يتمنى الأفضل، لكن ليس الكل يرى أن أمر الرياضة مرتبط بالحال العام للبلد، علينا أن نرتضي بخطوات تُساير الوضع العام، وان نتجنب (نفخ) بالون أحلامنا بهواء أضغاث الأحلام، لأنه سرعان ما ينفجر ونعود خطوات إلى الخلف، وكلامنا، في هذه الفسحة، لايعني الاستسلام والابتعاد، وإنما التفكير بالمنطق، الذي نستطيع معه أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع جمهور كرة القدم، ولكي نتمكن من السير خطوات
 على طريق النجاح.
الاحتراف يكون ايجابيا في بلد أجوائه العامة تتقبل الأمر وفيه معاهد وأكاديميات متخصصة تدعم دراسات التدريب والتطوير والتمكين ومُسابقاته مُرتبطة، فنيا وإداريا، برابطة الأندية المُحترفة، ناهيك عن اكتمال بناه التحتية في مجال كرة القدم، وأنديته قادرة على اتخاذ ما تراه مناسبا من القرارات  من دون الرجوع إلى أي جهة، إلى جانب التسويق والرعاية وإيرادات النقل، وحتى عملية دخول الملاعب، وسواها من معايير التمكين.
وأخيرا، دعونا نعرج على حال المنتخب الوطني، وظهوره الفني الفقير في اول منصة تجريبية اعتلاها اثر توقف قسري صحي، وأيضا الأمر هنا بسيط جدا، ومرده أن القائمة الوطنية، هي وليدة الواقع، الذي تعيشُه كرتنا المحلية وتأثرها، سلبا، بالحالة العامة، وبالنهاية هذه إمكانات لاعبينا، وبعيدا عن فترة الإعداد، فان استعادة سريعة لشريط الاستحقاقات السابقة، تُعطينا صورة ثلاثية الأبعاد عن واقع كرتنا الوطنية، وسنكون حينها أكثر واقعية في تحليل الوقائع، وعلينا كذلك الا نلجأ إلى العاطفة في تحديد أُطر الإخفاق ونَركن إلى تخوين كُل من ينتقد بهدف التقييم.