تغيير المدربين المستمر يضعف الجوانب الفنية والبدنية للفرق

الرياضة 2020/11/21
...

 قراءة: علي النعيمي 
 
لم تأت فكرة التعاقد - مع المدربين سواء في الأندية او المنتخبات - لثلاث سنوات من فراغ،  انما نبعت من رؤية التسلسل المنطقي في العمل التدريبي القائم على التكرار والتصاعد التراكمي في التطبيق والتنفيذ للوصول إلى فلسفة لعب معينة او تحقيق هدف محدد سابقا، وان اكثر ما يساعد الهيئات الإدارية في عملها هو التقييم الفني لمسيرة المدربين بعد ان يأخذ فرصته الكاملة ويتم توفيرالأجواء المثالية له، ومن ثم محاسبته على النتائج، والا لاستغنى الاتحاد الألماني على الفور عن خدمات مدربه يواكيم لوف الذي يشرف على قيادة المانشافت منذ العام 2006 حتى يومنا 
هذا، بعد الخسارة القاسية قبل ايام امام اسبانيا بسداسية بيضاء التي عدت الأكبر منذ العام 
1931، او حتى بعد خيبة الخروج من الدور الأول في مونديال 2018.
بالعودة الى واقعنا  الكروي، فان نادي الديوانية، خطف الأنظار بمسلسل اقالة مدربيه فقبل انطلاق الدوري بخمسة أيام اقيل المدرب حازم صالح ولم يخض ولا مباراة رسمية، وكانت بتقرير من الطاقم الاستشاري المشرف عليه، الغريب انه وبخلاف المعقول تم تقييم وتصوير الوحدات التدريبية للمدرب صالح من دون ان يعطى برنامجاً كاملاً يمثل فلسفة الإدارة الفنية لتنفيذها مع كرة الديوانية و بعد ستة أيام تسلم سعد حافظ المهمة وقد خاض فقط ثلاث مباريات، قاد فريقه الى المركز الحادي عشر جامعاً أربع نقاط من فوز وتعادل وخسارة وقابل فيها اندية النجف ونفط ميسان والكرخ وأيضا بتقرير فني من طاقم الاستشارة الفنية في النادي تم الاستغناء عن خدماته بحجة سوء النتائج والبقاء للأفضل، الأجواء المتشنجة بين إدارة الشرطة والمدرب عبد الغني شهد دفعت الأخير الى تقديم استقالته بسبب علمه بنوايا النادي التعاقد مع مدرب عربي وقد صرح شهد بذلك في احدى مقابلاته المتلفزة، وأكد انه اطلع على تفاصيل البريد الإلكتروني ارسل خطأ الى أحد الأندية يشير الى مفاتحة إدارة القيثارة لاسم تدريبي قبل مباراة زاخو، وقد أكملت استقالة مدرب السماوة غالب عبد الحسين حلقة التغييرات المستمرة في الطواقم التدريبية التي من شأنها الضرر بالجانين الفني والبدني والذهني الذي سيكون مدخلا لوقفتنا اليوم ،لأن اي اقالة سريعة للمدربين ستؤثر سلباً في الأداء وتسهم كذلك بتدهور الخط البياني الفني للفريق، لاسيما اذا كان المدرب الجديد قليل الخبرة غير مواكب ومستعد لجسر هوة العمل التراكمي بينه وبين المدرب السابق أي ان أي تغيير في الطاقم التدريبي ينعكس بصورة سلبية على اهم الركائز الأساسية في العملية التدريبية وهي: العامل الفني الخططي، العامل الذهني ، العامل البدني ، عامل التكيف مع أجواء المسابقة.
الجانب الفني 
لو تكلمنا عن الجانب الفني، يعلم الجميع ان لكل مدرب فلسفته الخاصة في التدريب التي تتعلق باختيار التشكيل ـ نظام اللعب – طريقة اللعب – الستراتيجية المتبعة لكل مباراة – والتكتيك الفردي الجماعي الفرقي ومعنى ذلك أي تبديل سيضر بنسق العملية التدريبية حاليا وتحتاج الى المزيد من الوقت من اجل التكيّف وهضم الأدوار، لاختلاف الواجبات التي سوف يطبقها اللاعبون في الملعب مع اختلاف واجباتهم الخططية والساندة بحسب أنظمة اللعب التي تتلاءم مع امكاناتهم وخصائصهم المهارية البدنية، فضلا عن اختيار التشكيل برؤى أخرى، وبالتالي سيحتاج كل من اللاعب والمدرب الى المزيد من الوقت لهضم تلك الأفكار وإيجاد توليفة وقراءة صحيحة لتسيير الأداء والحصول على اقصى جهد ممكن .
 
الجانب الذهني 
كل مدرب لديه قدرات خاصة في تطوير الرؤية الفنية لللاعبين عبر المحاضرات والتحليل المرئي بشقيه النوعي والكمي عبر المحلل التي تدخل في تقييم الأداء نظرياً بغية تحفيز اللاعبين لتقريب الفكر الخططي وتصحيح الأخطاء والهفوات وتخيلها ذهنياً عند المشاهدة ومناقشتها والمصيبة ليس جميع المدربين يطبقون تلك الخطوات الداخلة في التغذية الراجعة التي يحتاجها اللاعب وهنا كل مدرب يحاول إيصال صورة عقلية مختلفة عن المدرب، وما يزيد الطين بلة ان انديتنا ليست لديها ارقام كمية او تحليلية ملموسة عن اللاعبين وان الامر يتعلق بالانطباعات الشخصية النوعية في التقييم والتقويم.
 
العامل البدني
جرت العادة، ان يرتبط المعد البدني فنياً وخططيا مع المدرب ويكون على اطلاع كامل بمنهاج المدرب السنوي وعلى ضوء ذلك يتم اعداد الجرع والحصص التدريبية والتأهيلية المتعلقة بتأهيل أجهزة جسم اللاعب المختلفة وتكييفها على الأداء العالي القوي خلال مباريات الموسم، أي ان اختلاف وتغيير مدرب الاحمال والجهد البدني ينعكس سلبا على جاهزية اللاعبين وبالتالي سوف يكون بحاجة الى مدة أطول لمعرفة  التمارين المناسبة للتدريبات الخططية الفنية والتكتيكية ومزجها بتدريبات اللياقة البدنية كوحدة واحدة وتقدير الحجم التدريبي والتكرارات فضلا عن شدة التمارين وفترات الاستشفاء وتأهيل اللاعبين بدنيا.
 
التكيف مع أجواء المسابقة
كل مدرب يسعى الى تحقيق اهدافه المنشودة وفق المتاح من اللاعبين والقدرات البدنية والمهارية وبالتالي اختلاف الاطقم التدريبية قد تسهم في :
أولا: انحدار الخط البياني للعطاء والاقتراب من وصول الهدف بسبب عدم قناعة المدرب باللاعبين. 
ثانيا: بخلاف ذلك سوف يتم رفع مستوى سقف الطموح الى القمة وبالتالي ينعكس ذلك على اللاعبين لأنه قد يدخل المدرب الجديد في دائرة عدم القدرة على تقييم المردود الفني وعطاء اللاعبين ومطالبتهم بجوانب خططية اعلى ربما ليس بقدرتهم تنفيذها خلال هذه المدة .