قائد الجيش: لبنان يمر بمرحلة غير مسبوقة

الرياضة 2020/11/22
...

 
 بيروت: جبار عودة الخطاط
 
لم تكن تعلم مجموعة من السجناء اللبنانيين، أن الموت يتربص بهم بعد هروبهم من سجنهم؛ في بيروت بعبدا، وأن حياتهم كانت مرهونة خلف قضبان السجن، فقد أقدم السجناء، فجر أمس السبت، على تحطيم أبواب زنزانات السجن، ومباغتة الحرّاس، ثم لاذوا بالفرار على وجه السرعة؛ الى جهة مجهولة، مما حدا بقوات الأمن اللبناني الى مطاردتهم بعجلاتها؛ التي سارعت الى تدارك الأمر، وحاولت سيارة السجناء الفارين التخلص من اللحاق بهم، فانعطفت سيارتهم المسرعة، التي استولى عليها بعضهم من منطقة “حدث” في “جبل لبنان” لتصطدم بشجرة كبيرة قرب المجلس الدستوري، مما أدى الى مقتل 5 منهم على الفور.
قوى الأمن اللبنانية ضربت طوقاً، في محيط قصر عدل بعبدا، والمنطقة المحاذية له، واستطاعت إلقاء القبض مجدداً على عددٍ من السجناء الآخرين؛ الذين حالفهم الحظ بعدم ركوب سيارة الفاجعة، بينما أفادت المعلومات التي حصلت عليها “الصباح” بأن عدد السجناء الفارّين بلغ 69 سجيناً، ألقي القبض على 10 سجناء منهم، وما زال البحث 
جارياً عن الباقين.
إلى ذلك، وفي موقف سياسي نادر أطلقه قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، بتأكيده أن “لبنان يمر حالياً بمرحلة دقيقة، وصعبة، وغير مسبوقة، على الصعد السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وقد أضافت كارثة المرفأ المزيد من الضغوط على الأوضاع المأزومة التي ترافقت مع جائحة كورونا». 
هذا التصريح اللافت لقائد الجيش مساء الجمعة بمناسبة عيد الاستقلال اللبناني الـ77، استرعى نظر المراقبين؛ لأن العماد عون يحرص بحكم طبيعة مركزه الحساس؛ على النأي عن التصريحات السياسية، لذا توقف اللبنانيون عند موقفه السياسي كثيراً، بل ذهب البعض منهم بعيداً، حالماً بأن يكون العماد جوزيف عون (سيسي لبنان) الذي يمكن أن يقلب الطاولة على ساسة لبنان، “الذين أهدروا حاضر لبنان ومستقبله بفسادهم” ، كما عبر أحد المعلقين في منصات التواصل.
وقد عزز من أحلام المستبشرين بخطاب عون؛ مطالبته للجيش بالاستعداد، والجهوزية، وتأكيده للعسكريين: “الرهان عليكم في مواجهة هذه الأخطار، ووأد الفتن، فلا تهاون مع العابثين بأمن الوطن واستقراره، ولا تساهل مع من يحاول المس بالمصلحة الوطنية العليا، والعبث بالسلم الأهلي”، وقد فسرها بعضهم، وبشكل طوباوي؛ بأن العماد جوزيف عون، قد أعطى الضوء الأخضر للجيش، للانقضاض على (ساسة لبنان العابثين بالمصلحة العليا والسلم الأهلي للبلاد).
غير أن واقع الحال كما يؤكد الباحث اللبناني عباس غصن لـ “الصباح”، “لا يمكن أن يشكل انعطافة في مسار ومواقف قائد الجيش، وتفاعل الناس، وتفسير موقف الجنرال عون ليس سوى أحلام لدى بعض إخوتنا اللبنانيين، فوظيفة الجيش محددة، وواضحة، وهي تدور في فلك مهني يتصل بتأمين البلاد عسكرياً وأمنياً بعيداً عن منزلقات السياسة، فلبنان غير مصر، وقائد الجيش، استهل خطابه بوصف للواقع الحالي ليس إلاّ، وهذا أمر طبيعي، أما طلبه من العسكريين أن يكونوا في حالة الجهوزية؛ فواضح أن الأمر مقترن بمخططات إسرائيل، وخلايا الإرهاب كما هو أوضح». 
على صعيد آخر، برز خلاف كبير بشأن المساحة المتفق عليها في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، فتل أبيب تتهم بيروت بوضع العصي في دواليب المفاوضات عبر تغيير مواقفها وتقديم طروحات تعجيزية. 
على الجهة الأخرى، رد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية اللبنانية، السبت أن “كلام تل أبيب عن أن لبنان بدّل مواقفه في موضوع الحدود البحرية الجنوبية سبع مرات، لا أساس له من الصحة».
وأكد المكتب أن “موقف لبنان ثابت من موضوع الترسيم البحري للحدود الجنوبية، وفقاً لتوجيهات الرئيس ميشال عون للوفد اللبناني المفاوض، لاسيما لجهة ممارسة لبنان لحقه السيادي».