مغتربون داخل الديار!

الرياضة 2020/11/22
...

علي رياح  

لا أميل مطلقا إلى إطلاق صفة (مغتربين) على جانب مهم من لاعبينا الذين يظهرون مواهبهم خارج فضاء العراق . وبدلا من هذا أفضل دوما وصفهم بالمحترفين الذين ينتمون جسدا وروحا وإبداعا إلى هذا الوطن، بل هم جزء أصيل فيه لا يمكن عزله أو محاولة انتزاعه ، ففي هذا خسارة كبيرة لنا 
جميعا. 
فكرة أن هذا اللاعب محلي ، وآخر محترف وثالث مغترب ، يجب أن تنتهي ، وهذا ما دعوت إليه قبل خمس سنوات من الآن حين كنت في أستراليا عام 2015 ووجدت الأثر البالغ للحمة الكروية الوطنية الخالصة للاعبين جميعا في كاس آسيا ، وقلت يومها للمدرب الكبير راضي شنيشل إن ما نسمعه من توصيفات ليس سوى نتاج لوسائل الضغط الاجتماعي يجب التصدي له وتصحيحه ، وكان الرجل في منتهى السعادة لأن يسمع كلماتي تلك ، فلديه هو الآخر قناعة بأن اللاعب العراقي الذي ينتج تألقا وحضورا داخل الوطن أو خارجه يجب أن يأخذ مكانه المناسب
 في المنتخب.  
هذه الفكرة توطدت كثيرا بعد أشهر قليلة حين كنت صحفيا موفدا مع منتخب العراق الذي لعب في مدينة يوكوهاما مع منتخب اليابان ، فلقد سمعت من لاعبينا المحترفين في الخارج قصصا رائعة عن التمسك (العملي) بالوطن والسعي لتلبية نداء الواجب كلما كان ذلك ممكنا أو متاحا ، وقد كتبت يومها الكثير من تلك القصص التي لم يكن جمهورنا يعرف شيئا عنها!  
اليوم تعلو نبرة (المحلي) و(المحترف) و(المغترب) ونحن ننتهي من وديتين أمام الأردن وأوزبكستان ، وعلينا أن نبلور ردا عمليا على هذا التبضيع للاعبينا ، خصوصا من يتواجد في ملاعب العالم ، وقد أثبتت المباراتان الحاجة إلى هذا اللاعب أو ذاك منهم .. وهذا اليقين لدينا بعد مشاهدة المنتخب يدفعنا إلى انتظار ما ستؤول إليه حسابات وقناعات المدرب كاتانيتش وهو المعني أساسا بنجاح المنتخب ولا بد من أن يوظف أفضل ما لديه من مواهب وأسلحة وعناصر من داخل العراق 
وخارجه!  
حاجتنا إلى لاعبينا في الجزء المتبقي من رحلة التصفيات المزدوجة تستدعي إعادة المدرب لحساباته دونما ضغوط .. لدينا وجوه تلعب في الخارج ولا يصح أن تبقى (مغتربة) عن المنتخب ، مثلما أن لدينا وجوها داخلية أخرى تستحق الفرصة بدلا من أن تكون (مغتربة) داخل الوطن!