لعبة الحرب

ثقافة 2020/11/25
...

 جاسم الخالدي

أيتها الحرب: أكلت الأخضر 
واليابس.. وما زالت شهيتك 
مفتوحة للمزيد. 
كنت أظن أنك سددت 
رمقك منذ اول ضحية.
صديقي الذي اشتهيت جسده 
فلم يبخل عليك فقدم نفسه قبل 
ان تنهي طلبكِ 
ايتها الحربُ: هل تذكرين موسى 
وعلي.. أتذكرهما شابين جميلين 
يعشقان كرة القدم 
ويذوبان في نادي الزوراء. 
كثيرا ما يختلفان حول مهارة (أحمد راضي) 
ولكن فمك المفتوح التهمهما 
ولا أدرى أما زالا جميلين يذوبان 
حباً بصبيات (إعدادية الوثبة)؟
وهل مثلي بلغا الخمسين وصارا يسيران 
بتؤدة ويبسملان كثيرا ويصليان كثيرا 
ويتعوذان كثيرا.. قاسية 
أيتها الحرب حين لفظت انفاسك 
فرحنا كثيرا، وخرجنا فرادى وجماعات 
ملانا الشوارع.. رقصنا على ايقاع 
أوجاعنا وأخفينا دموعنا حياء من ضحاياك. 
كنت ارى موسى وعلي وآخرين 
يتساءلون: لماذا ذهب الجنود؟ ولماذا 
عادوا؟ وعلام قتلوا؟ وعلام؟ 
كيف أخفي ابتسامتي لئلا (يزعل)موسى 
ويشيح بوجهه علي؟ 
أيتها الحرب: كأنك أحببت هذي البلاد 
واقمتِ فيها.. وقدمتِ أهلها ضحايا 
لمواسمك التي لا تنتهي.