خسارة الجوية والشرطة تلقي بظلالها على طموحات الأندية الجماهيرية

الرياضة 2020/11/30
...

 متابعة: محمد عجيل 
اجتاز قطار دوري الكرة محطته الخامسة التي سجلت احداثا ومفاجآت، بينما استطاعت فرق الحفاظ على مستواها والارتقاء بجدول الترتيب، وتمكن بعض حراس المرمى من تسجيل بصمة واضحة والاسهام بشكل كبير بفوز فرقهم، ورسم عدد من المدربين صورا زاهية من خلال القراءة الصحيحة للمباراة.
 لم يعد الامر منوطا بالكبار في ما يخص زعامة الدوري او حسابات الربح والخسارة، ولم يعد ابطال الملعب الذين عرفناهم منذ عدة مواسم هم سادة الكرة المحلية؛ فقد بزغت اسماء جديدة في عالم كرتنا العراقية على الاخرين احترامها والوقوف جليا على أسوار قدراتها، وهذه هي الحياة داخل عالم الساحرة المدورة؛ يوم لك ويوم عليك، وان خزين الاموال  يقف مكتوف اليدين امام تطلعات المواهب الجديدة التي غزت ملاعبنا الجميلة، فهذه القيثارة التي طالما عزفت الحان المجد في الدوري وشيدت حائط صد من الجماهيرية قد لا يملكه الاخرون من الاندية الصغيرة، تعود من ملعب الديوانية بخسارة موجعة قوامها هدفان، وهي ثقيلة برأي المختصين لما يحمله الشرطة من تاريخ ناصع بالانجازات، خسارة جعلت جماهير الأحمر الديواني  ترتد عن كل مواقفها السلبية بعد ارهاصات التصريحات والنتائج غير المقنعة في الادوار الماضية التي لا تتناسب مع حجم الدعم المقدم له من رئيس ادارته العنكوشي، وخسارة خلقت تذمرا ربما لا يندمل بين أوساط أنصار الكرة الشرطاوية. 
يقول المدرب الاردني هيثم الشبول: ان هذه الخسارة لها وقع سلبي كبير في نفسية اللاعبين والجمهور والملاك التدريبي  ولابد من ان نصحح اخطاءنا في الادوار المقبلة وعلينا ان نواجه الواقع لان كرة القدم لعبة الربح والخسارة ولم يعد هناك كبار وصغار، بينما اعرب مدرب كرة الديوانية قُصي منير عن ان هذا الفوز مهم اكثر مما نتصور لمسيرتنا في الدوري، فقد تمكنا من إيقاع الهزيمة بأكثر الاندية تطلعا وجماهيرية   . 
وما نقرأه في سطور هذه التصريحات ان الكبار بدؤوا  يخشون على سمعتهم  من الاندية المغمورة وفريق الشرطة هو نفسه الذي هرب من فخ التعادل في الدور الماضي مع القاسم القادم الجديد الى الدوري الممتاز، وشهد ملعب كربلاء  منازلة كبيرة صمد فيها لاعبو نادي القاسم حتى الدقيقة السابعة والثمانين من عمر اللقاء، بل كادوا يطرقون المرمى الشرطاوي اكثر من مرة.
وفي مباراة اخرى انتكست اعلام الفريق الجوي اثناء خروجه خاسرا امام امانة بغداد بهدف مقابل لا شيء برغم القلة العددية في صفوفه بعد طرد لاعبه المحترف صومائيل ايكو في نهاية الشوط الاول، وهو اخفاق قد يولد إخفاقات اخرى نتيجة تأثيره النفسي في المنظومة الجوية التي ما انفكت تتعالى على الاندية الاخرى بمجدها التليد وقوتها التي لا تقهر وإنجازاتها على مستوى الدوري والكأس.
ويشير مدرب الصقور أيوب اوديشو الى حقيقة مهمة وهي ان الظروف التي تحيط بالمباراة هي التي تتحكم بالنتيجة، على ان يُوظف الجهدان البدني والفني بشكلهما الصحيح، نعم خضنا اللقاء امام عشرة لاعبين بكامل الشوط الثاني، لكن السيطرة كانت محكمة للاعبينا ولم يحالفنا الحظ في قلب النتيجة.
وحتى الحديث عن النوارس يكتنفه الغموض بعد مشاهدتنا له في مباراته مع فريق مغمور مثل جنائن بابل ضمن بطولة الكأس على ملعب الكفل الاولمبي، إذ لم يعد ذلك البعبع الذي يخيف كبار الدوري وصغاره وخرج فائزا بهدف يكاد يكون بشق الانفس بعد ان طرق باب خصمه في الدقيقة السابعة والثمانين ويومها صرح باسم قاسم: لم يعد هناك صغير وكبير في الملاعب، فلكل مجتهد نصيب، لقد واجهنا خصما عنيدا تشكيلته من الشباب التي تحاول ارباك حساباتنا، ونحمد الله على خروجنا فائزين، فهل يا ترى تبقى الزجاجة محيطة بأعناق كبار الدوري؟ هذا ما ستكشفه المواجهات المقبلة .