لا كبير مع الساحرة

الرياضة 2020/12/04
...

طه كمر
عبارة سمعناها كثيرا لكننا لم نتوقف عندها لربما تكون مبالغ بها أكثر من الواقع ، على أساس المألوف متعارف عليه ان هناك فرقا قوية وأخرى ضعيفة وبعضها متوسطة المستوى ، وإلا لما نجحت جميع دوريات العالم في شتى الألعاب وبالأخص كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية وخصوصية في العالم.
لكننا عندما نرى بأم أعيننا كيف تقهقر الكبار لاسيما في دورينا الذي أكمل جولته السادسة ولم نشاهد فرقنا الجماهيرية التي كنا نراهن عليها انها الأقرب للمنافسة على اللقب ، وكيف اختفت الخصوصية التي تمتلكها أندية الزوراء والقوة الجوية والشرطة والطلبة ، في الوقت الذي لم يعد فيه الأخير يحسب على الأندية الكبيرة كونه تخلى عن أناقته في المواسم الأخيرة ليصبح فريقا عاديا من الفرق التي يتركز همها بالمشاركة فقط وليس لها طموح بالمنافسة من خلال المشكلات التي عصفت بهذا النادي.
الشرطة حامل اللقب يحتل المركز السابع بترتيب اللائحة واضعا في جعبته حتى الآن تسع نقاط فقط من ست مباريات ، حصل عليها من فوزين وثلاثة تعادلات وهزيمة واحدة ، وهذا المركز لا يليق إطلاقا باسمه وتاريخه العتيد خصوصا انه يظهر في كل مباراة بأسلوب مختلف عن الأسلوب السابق بل يكون أكثر ترهلا وبؤسا ولا يوحي انه جاء للمنافسة على اللقب ، وهكذا هو حال القوة الجوية الذي تعرض لانتكاستين في آخر جولتين متخليا عن صدارة الترتيب ليهبط الى المركز الخامس بعشر نقاط ، في الوقت الذي لم يكن فيه الزوراء أكثر حضورا من سابقيه بل قد يكون أقل وطأة منهما كونه لم يذق طعم الهزيمة حتى الآن لكن مستواه لم يبشر بخير ولم يعيد للأذهان صورة النوارس الزاهية.
لو تجولنا قليلا في أروقة الدوريات الأوروبية نجد الأمر لا يختلف عن دورينا من حيث تقهقر الكبار وسقوطهم على يد الصغار ، فمثلا تخلى ريال مدريد وبرشلونة عن صدارة الدوري الإسباني لريال سوسييداد الذي كان يحلم بولوج دائرة المنافسة ، بينما تصدر توتنهام هوتسبيرز الدوري الانجليزي في بادرة غير مسبوقة تاركا خلفه ليفربول وتشلسي ومان يونايتد ومان سيتي وارسنال ، وهكذا الحال في الدوري الايطالي الذي يتزعم فرقه ميلان بفارق خمس نقاط عن أقرب منافسيه بينما هو كان قاب قوسين أو أدنى من الهبوط للدرجة الثانية في المواسم الماضية، لتجعلنا تلك المعطيات نسلّم ان لا كبير مع الساحرة المستديرة التي تركت غصة في قلوب عشاقها ، لكننا يجب أن نعترف بقساوة الظروف التي يعيشها العالم جراء تفشي وباء كورونا الخطير الذي زحف بكل ما أوتي من قوة ليشل حركة العالم لاسيما الرياضية منها ويلغي الخصوصية التي يتمتع بها الكبار.