العاطفة .. ولحظات الانكسار!

الرياضة 2020/12/06
...

علي رياح  

 هكذا تجري الأمور في كرة القدم : إذا دخلت الخسارة من الباب، خرجت العاطفة من النافذة!  
ليس هناك معادلة أخرى تنطق بأحوال الكرة وتقلباتها ونتائجها ، فأنت إما فائز طوال الوقت يحيط بك المعجبون ويحملونك على الأكتاف ، أو أنك خاسر يلوح في أفقك مصير الافتراق ، حتى لو كنت تجر وراءك قطارا طويلا من الإنجازات!  
في الذهن يدور نموذجان ، محلي وآخر أوروبي .. لا أدري على وجه الدقة كم مرة ارتبط اسم أيوب أوديشو بفريق القوة الجوية ، أعني مرات الفوز والتي حققها منذ منتصف التسعينيات وحتى يومنا هذا . المؤكد أنها غزيرة ولا يمكن حصرها في سهولة ، كان فيها (الفيلسوف) يحقق النجاح ثم يغادر حين يتعثر فريقه ويحط الرحال في ناد أخر قبل أن يعود مجددا إلى الصقور وسط احتفاء جماهيري يليق بأوديشو وحده!  
يتعثر الفريق العريق ، فيجد أيوب أوديشو نفسه وسط هذه المعادلة التي لا ترحم ، إما فوز فبقاء ، أو تعثر فضغوط لا تنتهي قد تنتهي بالرحيل ، وهي كما قلت معادلة لا تقتصر على فريق أو بلد وحده وإنما هي قاسم مشترك لكل فضاء كروي وفي كل الأوقات!  
نموذج ثان بدأت الأرض تتحرك تحت قدميه وهو النجم الإيطالي الكبير أندريا بيرلو الذي يقود اليوفي هذا الموسم ، وقد قصفته الصحافة الإيطالية بالإحصاءات التي لا ترحم ، فقد جمع فريقه (17) نقطة من أصل (27) ممكنة وقد تعثر (السيدة العجوز) في أربع مباريات مكتفيا بالتعادل – برغم أنه لم يخسر!!- ، وصحيفة (توتو سبورت) المُقرّبة من اليوفي تقول إن بيرلو صاحب ثالث أسوأ بداية لمدرب مع الفريق على مرّ العصور ، وقد سبقه في هذا كل من زاكيروني وديل نيري!  
يوفنتوس يعاني .. هذا يعني أن المدرب يجب أن يُعد نفسه للرحيل إذا سارت الأمور على هذا المنوال .. ينسى النادي وكثير من جمهوره – مثلا - أن بيرلو حين قدمَ كلاعب من الغريم الميلان عام 2011 كان سببا في ثورة ايجابية للفريق على الأرض .. وبدلا من هذا صار سهلا اتهامه بأنه مدرب غير متفاعل مع لاعبيه وأنه لا يتحرك كثيرا عن دكة البدلاء كي يقف في المنطقة المخصصة ليوجه لاعبيه أثناء المباريات ، هذا يعني أنه لن يصمد طويلا في موقعه!  
كرة القدم .. الساحرة التي تبهر الناس ، هي ذاتها من يكتب نهايات عجيبة للمدربين في لحظات التعثر أو الانكسار!