أمنيات وتمنيات ..

الرياضة 2020/12/22
...

خالد جاسم
*اعتدنا كصحافة رياضية وكصحافيين رياضيين في نهاية كل عام على أن نكتب مايشبه الأمنيات أو التمنيات لما نريده من رياضتنا في العام الجديد .. أو قد يذهب بعضنا في اتجاه اخر عبر استرجاع مسيرة العام الذي انقضى أو أوشك على الانقضاء عبر تقييم مسيرة الرياضة وأبرز محطاتها من دون أن ننسى مايختلج في النفس من أمنيات كذلك .. وعلى ذات المنوال ولكن في نسق مختلف يذهب الكثيرون منا في اتجاه استطلاعي لمحاكاة قلوب وذاكرة الرياضيين على اختلاف مسمياتهم وعناوينهم في رحلة تتركز أغلب محطاتها في الأمنيات التي لم تتحقق والأمنيات التي يسعى هؤلاء لتحقيقها ..وبلا شك فاننا - أي أصحاب القلم - وهم - أي أهل الرياضة - بمختلف العناوين كثيرا ماترتكز أمنياتنا على مسائل أضحت شبه تقليدية وصارت كلاسيكا سنويا عبر التمني بمشاهدة رياضتنا بكامل عافيتها وصحتها وتألقها من خلال شريط بسيط من الأحلام التي راودتنا منذ سنوات الصغر عندما بدأنا نسج حكاية عشقنا للرياضة ..وهذا الشريط الذي مازال يستنسخ نفسه ويجدد حضوره في كل المناسبات وخصوصا في رأس السنة قد اجتازه العالم الاخر من حولنا بمن فيه أهل الجوار وهو يرتكز بالدرجة الأساس على الأمل بمشاهدة بنى ارتكازية حقيقية للرياضة العراقية وهي بنى تتضمن تفاصيل مشاهدة ملاعب مكشوفة وقاعات رياضية مغلقة مع كل ما تضمه تلك الملاعب والقاعات من مرافق أساسية .. مثلما تقفز من هذا الشريط صور بسيطة الملامح لكنها تبقى حبيسة الذاكرة بعد أن صارت مجرد أمنيات لم تتحقق على أرض الواقع ومنها التمني بحضور مفردة صارت صعبة الفهم على أهل القرار كما هي صعبة التحقيق أسمها : التخطيط الصحيح لرياضتنا ولانقول التمني بوضع ستراتيجيات حقيقية للرياضة العراقية . وتدخل في صور الأمنيات الضائعة أو المؤجلة التحقيق حتى حين لايعرف أحد متى يأزف موعده هي صورة التمني بمشاهدة الرياضي العراقي بكامل الأهلية الفنية وقريبا من الحالة الاعتيادية في السلوك والمظهر والتصرف في المشاركات الخارجية ..وتتجدد في لغة الامنيات المعتادة في نهاية كل عام صورة التمني بعودة الروح الى الرياضات المدرسية والجامعية والعسكرية لأنها كانت مناجم مفتوحة تنهل منها رياضتنا عشرات المواهب التي غرست جذورها أساسا في تربة تلك الرياضات التي أضحت شيئا من الماضي وتراكم عليها غبار الذكريات .. وتقفز الى ذاكرة تجديد الأمنيات أو التمنيات في بداية العام الجديد ونهاية العام الذي مضى صورة التمني بأن يرتقي أهل الرياضة وتحديدا أصحاب السلطة والمتصدرين المشهد الرياضي سواء باستحقاق أو دون استحقاق الى مستوى المسؤولية ويضعوا الخلافات والتقاطعات والتجاذبات القائمة على صراعات شخصية وطموحات قد يكون معظمها غير مشروع لأجل المناصب وجني الأرباح ولتذهب الرياضة العراقية 
الى الجحيم ..!
هذه الأمنيات البسيطة والمختصرة هي جزء صغير من كم كبير متراكم من الأمنيات التي نجترها كلما يقترب عام من محطة النهاية ونبدأ العد التنازلي لعام جديد اخر نمتلك في دواخلنا اليقين انه سيكون كسابقيه من الاعوام التي راحت هباء ورياضتنا تسجل تقدما مخيفا الى الخلف .. لكن تبقى الأمنية الأكبر والراسخة في جدار الذاكرة وفي صميم القلب أن جذوة الأمل بالتغيير والانتقال نحو الأفضل تبقى متقدة وان طال زمن الانتظار واجترار الأمنيات .. وكل عام ورياضتنا بخير رغم كل شيء.