الحكومة اللبنانيَّة ستتشكل في ظرف يومين

الرياضة 2020/12/24
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 

يقول المقربون من اتصالات الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري الأخيرة انها اتسمت بالطابع الجدي، والرغبة الحقيقية في تجاوز العقبات التي كانت تخيم بأجنحتها السود فوق اللقاءات السابقة، فماذا حصل وكيف تغيرت الأجواء الملبدة بالتشاؤم والسجالات العنيفة الى التعاطي الإيجابي والإحساس بالمسؤولية؟، يجيب المطلعون أن ملائكة ماكرون حضرت اللقاءات بقوة؛ فهربت شياطين التفاصيل الحزبية والسياسية!. 
 

فماكرون الذي كان يفترض أن يكون ليومين متتاليين أمس وأمس الأول في بيروت؛ لتذليل العقبات أمام مبادرته، كانت له كورونا بالمرصاد فحالت بينه وبين زيارة العاصمة اللبنانية، وتعقد المشهد، وتشبث كل فريق بمطالبه فتعثرت مبادرة سيد الأليزيه، وسادت لبنان أجواء القلق والخشية من المجهول، ومذ أعلنت باريس قبل أيام إلغاء زيارة رئيسها الى لبنان؛ ومسار تشكيل حكومة المكلف يسير القهقرى، بينما الأزمات الحياتية غير المسبوقة تستفحل وتتفاقم، آخر المعلومات التي حصلت عليها “الصباح” تؤكد أن اللقاءات الأخيرة بين الرئيسين كانت مثمرة جداً، وأن الكابينة الوزارية لزعيم تيار المستقبل باتت أقرب من كل وقت، حيث ناقش الحريري مع عون المسودة الحكومية، وكان التركيز على وزارتي الداخلية والعدل، إذ أبدى الحريري رغبة قوية بعدم التخلّي عن الداخلية، بينما أكد جبران باسيل في غير مرة تمسكه بوزارة  العدل لتكون من حصة الرئيس عون، أو من كوتا التيار الوطني الحر، ووفقاً للمصادر القريبة فإن طرح الحريري هذه المرة كان أقرب لمزاج عون، الذي طالما صرح بافتقار الحريري في تشكيلته الى المعايير الموحدة، علما أن التشكيلة في صيغتها الأخيرة هي بـ (18) وزيراً، وفق توزيع الـ (6/6/6) بين الطوائف، ولا يوجد فيها ثلث معطل لأي طرف، وأفادت المعلومات بأن الرئيسين ناقشا إمكانية إسناد حقيبة وزارة الدفاع الى كتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط؛ ليتسنى لرئيس الجمهورية ومعه باسيل الحصول على وزارتي العدل والطاقة، فضلاً عن وزارة مهمة أخرى، ومهما يكن من أمر فقد تم النقاش بروحية بعيدة عن التشنج كما تفيد التسريبات، ويأمل المراقبون بأن تبصر الحكومة النور خلال اليومين القادمين. 
اللافت للنظر هو الأريحية التي بات يتعامل بها الحريري في مقاربته للملف خلال اللقاءات الأخيرة، ويعزو بعض المراقبين ذلك الى الضوء الأخضر الذي وصل الى لبنان من الخارج أخيراً، وتوقف الكثيرون عند التصريح الإيجابي لوزير الخارجية​ الاميركي ​مايك بومبيو​ قبل ساعات من لقاء ​الرئيس اللبناني​ برئيس ​الحكومة​ المكلف، والذي يؤكد فيه استعداد ​واشنطن​ للتوسط بين ​اسرائيل​ ولبنان لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بينهما بخصوص ترسيم الحدود، في هذه الأثناء أطلق رئيس «حركة النهج» النائب السابق ​حسن يعقوب​ تصريحاً لافتاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيه: «اننا امام الربع ساعة الاخيرة من تمرير حكومة، في لحظات ترقب الرد الايراني الانتقامي، للشهيدين ​قاسم سليماني​ و​محسن فخري زادة​»، مطالباً بـ إنجاز «الحكومة اليوم قبل الغد، والا ضاع ​لبنان​ في نفق اقليمي ودولي مظلم. اللعبة أكبر منا، 
إرحموا الناس».
وهنا يعلق الصحفي حسن حطيط عبر «الصباح» متسائلاً «هل ما أدلى به النائب السابق حسن يعقوب مبني على معلومات؟ أو انه يأتي من جهة التحليل؟.. وهل حصل السيد النائب على معلومات من جهات دولية، أو أخرى لبنانية نافذة تفيد بقرب صدام يقع في المنطقة بين أميركا، وإيران؟.. فاستعجل المعنيون عندنا في الملف الحكومي، وراحوا يتعاملون بجدية أكثر في اللقاءين الأخيرين؟.. نأمل أن نجد الإجابة خلال اليومين القادمين، وكلنا أمل أن تبتعد المنطقة 
عن أجواء الحروب».
الى ذلك اشار عضو ​كتلة المستقبل​ النائب ​محمد الحجار​ الى انه ربما سيكون هناك مداورة طوائفية في التشكيلة الحكومية الجديدة، وأكد انه» لا يوجد شيء في ​الدستور​ يقول إن هناك حقيبة لطائفة معينة، وهذا ما يعمل عليه اليوم الحريري، وبتقديري لقاء الرئيسين عون​ والحريري​ سيكون مفصليا في ما يخص ​تأليف الحكومة​، وبناء على الاشارات التي ستخرج عنه سيُحدد اذا فعلا ستكون الحكومة عيدية للبنانيين». وأوضح الحجار أن» الاتصالات ساهمت بالضغط على الجميع، والمسودة التي كان قدمها الحريري استجابت لمعيارين أساسيين يفترض ان يكون وافق 
الجميع عليهما».