النجف .. البطل الحقيقي !!

الرياضة 2020/12/25
...

طه كمر
كل من يتابع فريق النجف في مسابقة الدوري الممتاز بكرة القدم للموسم الحالي يجد فريقا مختلفا عن كل المواسم السابقة ، من حيث الحضور داخل المستطيل الأخضر والانضباط التكتيكي للاعبين والتنظيم في جميع الخطوط ، وما أسفر عنه هذا الحضور بتحقيق نتائج جيدة أطربت محبيه الذين كانوا يمنّون أنفسهم بتحقيقها في المواسم الماضية.
لو تمعنا جيدا بنتائج الفريق ودققنا في مشواره خلال العشر جولات التي انقضت من عمر المسابقة وحسبناها على الورق ، نجد ان الفريق النجفي هو البطل الحقيقي بكل القياسات للمرحلة التي انقضت من مشوار الدوري ، وربّ سائل ينتابه تساؤل أو اعتراض يفضي الى ان نفط الوسط والجوية والشرطة ونفط ميسان والزوراء لهم الأحقية كونهم يعتلونه في ترتيب اللائحة ، لكن عندما نتابع مسيرة الفريق النجفي نجد انه لم يخسر فعليا سوى مرة واحدة كانت أمام الديوانية بهدف يتيم على ملعب الأخير في مستهل الدوري وهنا يعد الأمر طبيعيا جدا ، بينما لم يحضر النجف في مباراته الثانية أمام نفط الوسط بسبب نقل المباراة من ملعبه الى ملعب كربلاء ليعد خاسرا بقرار من قبل الهيئة التطبيعية.
وفي مباراته الثالثة تمكن من تحقيق الفوز على مضيفه السماوة بهدف نظيف ، بينما عاد وألحق الهزيمة بالميناء بذات النتيجة ، ليتعادل سلبيا مع نفط ميسان وتؤجل مباراته السادسة أمام الكرخ على خلفية وفاة مدرب الكرخ الكابتن كريم سلمان ، وعاد ليتعادل سلبيا أيضا مع أربيل والشرطة ، وهنا بدأ مؤشر رتم الفريق بالتصاعد لتزداد وتيرة الأداء ، ويلحق الهزيمة بالنفط بهدفين نظيفين قبل أن يهزم الطلبة الأنيق بذات النتيجة ملقنا الفريقين درسا في كيفية التعاطي مع مباريات بهذا الحجم والقيمة الفنية.
غزلان البادية كانوا على الموعد مع الشاطر حسن الذي أثبت لكل من شكك بقدرته سابقا انه من طراز الكبار ولديه من الحنكة التدريبية التي تؤهله ليكون عريس الموسم عندما ابتسم له الحظ ليجعله في عناق تام مع الساحرة المستديرة التي ربما لا تنظر دائما الا لمن يغازلها ، وهكذا كان حسن أحمد برفقة جهازه الفني كريما مع متابعي ومحبي فريقه ليمتعنا جميعا بأداء لاعبيه الذين لو استمروا على هذا النهج ، قد ينعتني البعض بالمبالغ والمجامل لو قلت ان اللقب لم يفلت من قبضتهم هذا الموسم وبكل جدارة.
بعد هذا السرد لنتائجهم التي تعد الأفضل بين جميع فرق الدوري ، نرى ان شباكهم لم تهتز سوى أربع مرات فقط ليكون النجف الأقل تلقيا للأهداف ، وهذا ينعكس ايجابيا على التنظيم الدفاعي للفريق ومهارة حارسي المرمى محمد كاصد وهاني شاكر ، ولا نريد أن نبخس حق بقية اللاعبين الذين أثبتوا حقا انهم غزلان البادية الذين كانوا على قدر عال من المسؤولية.