2020 ..تجليات قبل الوداع  

الرياضة 2020/12/28
...

خالد جاسم
في رياضتنا وبقدر ما تكون أمنياتنا أن يكون كل عام جديد ندخل فيه بداية العد الميلادي لتقويم أيامه وأسابيعه وشهوره، هو عام التحول الى كل ما هو أفضل وباعث على مغادرة التراجع وغلق ملفات الإخفاق وركوب قطار التفاؤل . 
جاءتنا مفكرة الأيام من عام 2020  وهي حافلة بالعديد من الأحداث والتطورات التي هزت العالم وكانت في مقدمتها جائحة كورونا المستمرة وما تلاها من تداعيات ضاعفت فينا القنوط وعززت التشاؤم وزرعت شتلات انتظار ما هو ليس إيجابيا ودفعت بعربات قطار رياضتنا المتهالكة أصلا في منعطفات نفق لا نهاية سعيدة له في ظل سريان منطق الفوضى التي نريدها خلاقة بصناعة أيدينا وليس بسيناريو أميركي وفق نظرية المؤامرة التي نعشقها حد الإدمان . 
نعم جاءت مختلف التطورات في الساحة الرياضية وهي أشبه بموجات عاصفة في بحر هائج تتمايل فيه سفينة رياضتنا يمينا وشمالا بلا هداية بعد أن ضاعت المجاذيف وتكسرت بوصلة الاتجاهات وغاب الملاحون الماهرون من أهل الحكمة والخبرة من أجل مسك زمام الخريطة وإعادة رسم الاتجاهات وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل انقلاب السفينة بمن فيها والغرق المحتم الذي لا يتمناه أحد , وحينها لن ينفع عض أصابع الندم لأن تلك الأصابع هي نفسها التي رسمت خريطة الفوضى وخلقت منطق اللا انتماء الصميمي الى الرياضة الحقة .. رياضة وطن ضاعت فيه كثير من الأشياء الجميلة التي كنا نعتقد بأنها في أمان وفي معزل عن عواصف الشر والتدمير والخراب . 
ما حدث ويحدث مثلا من أزمات رياضية بكل تفاعلاتها وإرهاصاتها تدق ناقوس خطر محدق، المتضرر الأكبر والوحيد منه هو الرياضة والرياضيون , وكتبنا وناشدنا كثيرا أهل الشأن والمعنيين على اختلاف عناوينهم أن الحوار على مائدة الصراحة ووضع مقاربات منطقية وجدولة واقعية لكل نقاط وفواصل الخلاف والاختلاف جدير بوصول الأطراف المتصارعة والمتقاطعة إلى حلول ناجعة لا سيما عندما يتخلى الجميع عن الأنا والهاجس الشخصي الضيق والمصلحة الانية, وعندما تكون النويات سليمة فإن التوصل إلى حلول لكل أزمة ليس بالأمر العسير، لا سيما أن مخارج هذه الأزمة حاضرة لأنها لا تنحصر في قضية لوائح وتعليمات أو في قانون نافذ واخر على منضدة الانتظار بقدر حاجتنا جميعا الى تغليب مصلحة الرياضة على مصالحنا وعندها لن تكون هناك أزمة ولا هم يحزنون , وبغياب الحلول وصمت حملان الحكمة والمضي نحو مزيد من التنافر وتعميق التقاطع وتكريس الخلاف، فنحن بكل أسف ماضون في مهمة قراءة سورة الفاتحة على ما تبقى من رياضة وطن كانت ولا تزال واحة خضراء في أرض يباب برغم كل موجات التصحر وثمار صناعة الفوضى التي ساهم في إنتاجها كثيرون من أهل الرياضة نفسها ..وهنا تسكب العبرات .