على أعتاب السنة الجديدة

الرياضة 2020/12/29
...

محمد صالح صدقيان 
 
لم يكن بودي ولا بخاطري الانتماء الى جماعة المنجمين او المتكهنين الذين ينتظرهم عباد الله مطلع السنة الجديدة ليعرفوا مصائرهم ومصائر بلدانهم خصوصا تلك التي ما ان تخرج من ازمة الا ووقعت في اخرى ؛ الا ان الواقع لايتحدث الا عن سنة صعبة مليئة بالمشكلات والازمات على خلفية "جائحة كورونا" التي ضربت المجتمع البشري ولم ينجو منها الا ما رحم ربي. 
هذه الجائحة جعلت الجميع امام مسؤوليات جديدة تقع في مقدمتها الازمة الاقتصادية المتأثرة من تداعياتها التي أولدت ارقام مخفية في تدهور القطاعات الاقتصادية بمختلف مرافقها حيث تتحدث المعلومات عن ازمة اقتصادية فعلية تواجه المجتمعات في النصف الثاني من العام الجديد 2021. 
ما اكتبه ليس من باب التكهنات ولا من باب التنجيم وانما من واقع التطورات التي شهدها المجتمع الدولي عام2020 وما كتب من دراسات وبحوث بشأن القضايا الساخنة التي يمر بها العالم في العام الجديد 2021. 
العالم ينظر بشغف للعلاقات الاميركية الصينية خصوصا في اطار المتغير الجديد الذي اوصل المرشح الديمقراطي جو بايدن للبيت الابيض حيث تشير التوقعات الى مرحلة تحسن في هذه العلاقات مع ارتفاع في مستوى النمو في الاقتصاد الصيني من جراء ازدهار الاستثمارات الدولية في هذا البلد الذي شهد نموا اقتصاديا خلال عام 2020 بنسبة 5 بالمئة على خلاف اقتصاديات الدول الصناعية الكبرى التي شهدت نموا سلبيا بنسبة 3 بالمئة؛ بمعنى اخر وجود فارق مخيف 8 بالمئة وهذا ما سيرهق الاقتصاديات العالمية لصالح الاقتصاد الصيني الذي يطير بجناحين؛جناح صعود الاقتصاد ؛ والاخر بسقوط الرئيس ترامب. 
الحكومة الاميركية الجديدة ستحمل معها لعنة الرئيس السابق دونالد ترامب . فالاقتصاد منهك؛ المرافق الاقتصادية متوقفة مع وضع داخلي لايحسد عليه من جراء الاجراءات التي اقدم عليها الرئيس ترامب وفريقه الرئاسي وجمهوره المتواجد في الشارع للانتقام من الرئيس المنتخب . هذه التوقعات تشير الى حالات من الفوضى الامنية التي تعم الشارع في اكثر من ولاية وصدامات مسلحة ربما تهيئ لحرب اهلية تدعو فيها بعض الولايات للمطالبة بالانفصال والاستقلال . 
في الجانب الاقتصادي تسعى الحكومة الاميركية بما تتمتع من اقتصاد قوى لمؤسسات المال والاعمال ؛ وقدرة على طبع الدولار من دون غطاء او اجراءات قانونية دولية للهيمنة على السوق النقدية العالمية لكن ذلك لا يمنع تحرك عدد من زعماء العالم من اجل تحقيق اقتصاديات قوية بعيدا عن هيمنة الدولار . 
الشرق الاوسط؛سوف يشهد حالة من الهدوء لنية الادارة الاميركية الجديدة استخدام "القوة الناعمة" من اجل اجراء حوار مع البلدان "المتمردة" على النظام العالمي وفتح قنوات للعودة للاتفاق النووي مع اجراء سلسلة مفاوضات بشان الامن الاقليمي والعلاقات البينية مع دول الاقليم .
تبقى قضية القضايا وهي"جائحة كورونا" التي ابتلي بها المجتمع العالمي . فالتوقعات تشير الى خروج هذه الجائحة وانتهائها لتدخل لنا جائحة اخرى ربما اقوى منها وان العام 2021 سيشهد وباء من نوع جديد . 
ان "جائحة كورونا" سوف تجبر سكان الارض على تناول اللقاح ويجب مراقبة ماذا يريد الوباء الجديد من سكان الارض. مؤخرا قال العلماء الاميركيون انهم اكتشفوا فيروس جديد اخطر واذكى من "كوفيد- 19" ويسود الاعتقاد ان المجتمع الدولي سيتعايش مع فايروسات واوبئة جديدة مثل "كوفيد -20" و"كوفيد -21". وما شاهدناه من افلام متعددة عن زرع شرائح الكترونية في جسم الانسان سيصبح حقيقة واقعة . وسيرضخ الانسان في نهاية المطاف الى تناول اللقاحات التي تزرع الشرائح في داخل جسمه للسيطرة على ضربات القلب وقياس مستوى السكر في الدم وقياس درجة الضغط وهكذا. وسيقتنع ان زرع هذه الشرائح تخدم عملية العلاج ايضا. 
البعض يعتقد ان زرع الشرائح في جسم الانسان يدخل في اطار "نظرية المؤامرة" ولاوجود علميا لها؛ لكن الكثيرين يعتقدون انه مشروع حقيقي سيبدأ العمل به في العام 2021 . 
البشرية اضحت تخاف من الموت الذي تراه بعينها صباح مساء. وفي حال الاوضاع الطبيعية فان الانسان يرفض زرع الشريحة في جسمه لكن الوباء سيجعله يقتنع ضرورة تلقي اللقاح مهما كان. نتذكر شيوع "كافيد -19" المرضى كانوا ينقلون للمستشفيات بسيارات الاسعاف لكنهم الان يذهبون بارجلهم.وان الاطباء الذين كانوا يستقبلون المرضى كانوا يرتدون ملابس كرواد الفضاء لكنهم اليوم يستقبلون المرضى بشكل طبيعي.حتى ان المصابين يطلب منهم الرجوع الى بيوتهم ويراجعون المستشفى بعد اسبوعين او مراجعتها في حال تدهور حالتهم الصحية. 
العالم على موعد جديد مع ظروف جديدة وانه سيكون مختلف بعد " جائحة كورونا" عما قبلها.هكذا يقول علماء الاوبئة. اتمنى ان لايكون هذا الكلام صحيحا.