إقالة المدربين ليست حلاً والعلاج بدراسة المشكلة سايكولوجياً

الرياضة 2020/12/30
...

 قراءة: علي النعيمي
دأبت إدارات الأندية المحلية في دورينا على الية واحدة في التعامل مع النتائج السيئة لفرقها الكروية وهي اتخاذ أسرع القرارات وأسهلها بإقالة الجهاز التدريبي والاستغناء عن خدماته والتراضي معه مادياً بشتى الوسائل الممكنة ومن ثم تعيين طاقم فني آخر في رمشة عين خلال 48 ساعة!، بعبارة أخرى أن (الإدارة) تقيم الأداء (الفني) وتعالج مشكلاته عبر (الإقالات)، وتتخذ مرة أخرى قراراً (فنياً) بشكل مستعجل، باستقطاب مدرب جديد وفق مبدأ (التدوير) بعيداً عن الركائز الأساسية في العملية التدريبية التراكمية السابقة أو الأخذ في الحسبان إن كان المدرب المقبل سوف يراعي العامل الفني الخططي، والعامل الذهني، والعامل البدني، وعامل التكيف مع أجواء المسابقة أم لا؟.
شماعة الإعداد البدني
عشرات البرامج اليومية ومئات الساعات منذ انطلاق الدوري في الخامس والعشرين من شهر تشرين الأول الماضي حتى يومنا هذا، اختلفت فيها التحليلات والتأويلات وتناقضت فيها آراء أصحاب الاختصاص، بشأن تحليل ومعرفة ظاهرة انخفاض المستوى الفني لدورينا او لبعض الفرق وتفسير غياب القدرة التهديفية وإيجاد توضيحات منطقية لـ 33 نتيجة مباراة انتهت بـنتيجة (1-0)و(44) حالة تعادل!، هناك من يقول ان السبب الحقيقي لانخفاض أداء اللاعبين يكمن في ضعف الاعداد البدني للأندية وهذا كلام مُجافٍ للوقائع، لأن المسابقة انطلقت منذ شهرين وأن نسق الأداء البدني للاعبين في تصاعد مستمر ، فهم ليسوا في نزهة بحديقة الزوراء بل يخوضون كل اسبوع العديد من المباريات وقطعوا حتى اليوم 11دوراً وان النموذج الحركي للاعب كرة القدم يعتمد على المشي والركض والهرولة والسرعات الانفجارية والتحملات الأخرى؟.
 
ذريعة غياب الجماهير 
آخرون يعللون تراجع المستويات ويعزون ذلك الى غياب حضور العشاق والانصار في الملاعب وقد أضر على سبيل المثال بنتائج الأندية البغدادية الجماهيرية الكبيرة، ولا نعلم هل نسّي البعض ان معظم دوريات العالم الأخرى تلعب أيضا من دون جماهير وتقام اللقاءات بأداء مثير وبمستوى عال!، وكم منا حضر في المواسم السابقة العديد من الديربيات الكلاسيكو في ملعبي الشعب او كربلاء وقد خرج متذمراً من رتابة الأداء وناقماً على اللعب الممل؟ ام اننا نسينا كيف شكلت الجماهير ضغطاً سلبياً على اللاعبين في مواجهات في المواسم الماضية وكيف اقصت عدداً من المدربين وحاصرتهم وتهجمت على بعضهم  !!.
 
تجربة رائدة
في إيطاليا يقولون ليس كل الحلول تأتيك من رجالات كرة القدم والمتخصصين، وان بعض الخفايا والاسرار ستجدها عند خبراء الطب النفسي والسايكولوجي وجميعنا يتذكر القصة الشهيرة لحظة الانهيار الذهني والتشتت العصبي الذي أصاب لاعبي أي سي ميلان خلال مباراتهم أمام ليفربول في نهائي دوري أبطال أوروبا في العام 2005  بعد تقدمهم بثلاثة أهداف ومن ثم التعادل وخسارة اللقاء بركلات الجزاء وقد استعانوا بخبرات أميركية من اجل تحليل السلوك النفسي للاعبي الروسونيري الذين كانوا يشكلون الركائز الأساسية في المنتخب الايطالي وبعد سنة واحدة فقط فاز الازوري ببطولة كأس العالم في العام 2006 وقد اجتهد العلماء عن طريق مجموعة من الاختبارات بواسطة الألعاب الإلكترونية كانت تهدف الى  التلاعب بأمواج الدماغ التي تحفز على  الأشياء الايجابية وتمنع عنه الأمو
ر السلبية.
 
هواجس نفسية
لن تخسر إدارات الأندية إن جلبت عالماً نفسانياً او متخصصا في علم السايكولوجي وما أكثرهم في العراق، قبل قرار اقالة المدربين، لمعرفة إن كانت هناك أزمات نفسية او هواجس مخيفة تحيط باللاعبين وتؤرقهم نتيجة الآثار الجانبية لفيروس كورونا أو بسبب ما يشهده البلد من أزمات مالية وهزات اقتصادية أبرزها مسألة تعثر الأندية في الإيفاء بالتزاماتها تجاه عقود اللاعبين والطواقم التدريبية، ما أسهم بشكل كبير في انخفاض المستويات المهارية والذهنية وقد أكلت تلك المخاوف من جرف تركيزهم وانعكس  ذلك سلباً على واجباتهم التكتيكية والخططية في الملعب أو على سيناريو تذبذب النتائج؟.
 
دراسة الظاهرة 
إن إدارات الأندية مطالبة بدراسة النتائج السلبية وتراجع المستوى الفني لكن بنهج ثان ومتجدد ويبتعد كثيراً عن الكلاسيكية في المعالجات، جربوا ولو لمرة واحدة واجتهدوا قليلاً في ترميم واقعنا الكروي لأننا لم نجن أي شيء من قرارات تدوير المدربين بين الأندية؟ وهناك فرق جماهيرية على غرار الطلبة والشرطة والقوة الجوية والسماوة والديوانية واربيل استبدلت الكثير منهم ولم يستقم الحال معها سابقاً حتى في هذا الموسم.