بعد عامهم الكارثي.. كيف ينظر اللبنانيون إلى 2021؟

الرياضة 2020/12/30
...

  بيروت: جبار عودة الخطاط  
 
يتطلع اللبنانيون وهم يطوون الساعات الأخيرة من عامهم الكارثي 2020 الى العام الجديد بنظرة ملؤها الترقب، والحذر الشديد؛ من القادم المجهول على الأصعدة كافة، وهم وإن كانوا سيرون الدخان الأبيض الحكومي؛ يخرج لهم من أقبية قصر بعبدا، في العام الجديد، وستبصر حكومة الحريري النور بعد ولادة قيصرية عسيرة، فهم لا ينتظرون منها كما أفادوا لـ «الصباح» بمخرجات أمل تعالج خيباتهم التي تغولت؛ في عام 2020 ، واوصلتهم تخوم الإفلاس والانهيار.
 
النائب نعمة طعمة عن تكتل ​اللقاء الديمقراطي قال معلقاً عما عاناه اللبنانيون في عام 2021 : «لقد تعب اللبنانيون​ ​حقيقةً في عام 2020، ولم يعد بمقدورهم التحمل أكثر، مدّخراتهم تبخرت، والغلاء استشرى وطال السلع الأساسية، ورفع الدعم يؤرق الفقراء الذين تعذر عليهم تأمين ما يحتاجون، والبطالة تخنق الشباب فلا فرص عمل تتاح لهم، هو باختصار نفق بالغ الظلمة، ومامن سبيل للخروج منه للأسف الشديد، في ظل السياسات المتبعة، ومالم يتم تغليب مصالح لبنان العليا على الحسابات الشخصية والحزبية الضيقة،  فلا اعتقد ان هناك خروجا من النفق في العام 2021»، ويضيف» مع هذا فنحن نأمل بأن نجد متنفساً من هذا المأزق في عام 2021 ولن يكون ذلك إلا من خلال إدارة دولة قادرة وإصلاحات حقيقية، تصل بنا الى شيء من العدالة الاجتماعية، بحيث نتناول كل الملفات والقضايا بروحية ومسؤولية، بعيداً من منطق ​المحاصصة​، والاستنسابية، والمصالح الحزبية، والاعتماد على الخارج».
الباحث اللبناني المعروف ربيع الهبر ناشر موقع «ليبانون فايلز، قال في حوار متلفز:»لقد أصبح لبنان في عام 2020 بمصاف الدول الفقيرة جداً، ونحن اليوم بمرحلة انهيار كامل وشامل يبدأ بالنقد وينتهي بالمؤسسات، ودخل الفرد سيتراجع بشكل أكبر في حال عدم قدرة السلطات على الاتيان بأموال من الخارج واعادة تكوين دورة اقتصادية متكاملة، والثقة بالقطاع المصرفي، والنقد الوطني»، مضيفاً «مشكلتنا النقدية اليوم أهم من المشكلة السياسية «، ورأى الهبر اننا «نريد في عام 2021 تغييراً بشكل السلطة، والنظام الحالي لم يعد يخدم بأي شكل من الأشكال، وعلى الحريري تشكيل حكومة على الأقل في وقتها»
بينما الباحثة الاجتماعية لوجين أبي رميا، فتقول لـ «الصباح»: «كان العام الأصعب على اللبنانيين، وعانت شرائح واسعة منهم من عوامل القلق والاكتئاب، ورهاب الخوف من المجهول المرتبط بعدة قضايا أساسية، تمس حياة المواطنين، مثل الخوف من خسارة العمل، وفقدان فرصة إعالة عوائلهم، وفعلاً خسر الآلاف عملهم نتيجة تسريح المؤسسات للعاملين فيها، كما قام الكثيرون ممن يشتغلون في مصالح صغيرة خاصة بغلق حوانيتهم، جراء الازمة المالية الخانقة، والتي زادتها حدة وضراوة ازمة وباء كورونا، وما تركه من تعطيل مأساوي على الحياة العامة،  وجاءت كارثة تفجير المرفأ لتضرب مدينة بيروت في مقتل غير مسبوق.. والخلاصة لا أعتقد أن اللبناني يأمل خيراً من عامه الجديد؛ في ظل هذه الطبقة السياسية الانتهازية».
أما الدكتور إبراهيم بدوي فيبدو إنه الأكثر واقعية في مقاربة موضوعة ما يعانيه الناس في عامنا المنتهي وما ينتظرهم، إذ أكد لـ « الصباح» ان « الفساد هو الآفة التي قضمت مصالح الناس في جهاز دولتنا وكانت مصاديقه في عام 2021 هي الأسوأ، ولا أظن ستتم معالجتها في عام 2021 لأننا يجب أن نتعاطى  من دون مزايدة مع موضوعة منع الفساد منعاً كلياً، فهذا الموضوع مستحيل ، فلنستبدله في عام 2021 بشعار «الحد من الفساد»، تشخيص الفاسدين مهمة معقدة ، فلنستبدلها بمهمة «كف أيدي المشكوك بفسادهم» كما أن محاكمة ناهبي المال العام متعذرة ، فلنستبدلها بالعفو عما مضى ، و«لنبدأ من الآن».
ويضيف بدوي «قد اعتمدت هذه الخطوات في اتفاق الطائف مع المشاركين بالحرب الاهلية . ولولاها لبقينا نراوح مكاننا، اعتمادها مع من هدر المال العام أسهل بكثير من اعتمادها مع من أزهق الانفس والارواح، ومن كانت لديه حلول عملية أخرى ، شرط أن تكون ممكنة التنفيذ ... فليتفضل بها».
 اما الصحفي طوني عيسى من جانبه  فيعلق على حال لبنان في عام 2020 بقوله «في أرشيف العام 2020، بكامله، ربما تكون العبارة الأكثر إثارة لقلق اللبنانيين، على الإطلاق، هي تلك التي أوردها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وحرص على تكرارها: «انتبهوا. لبنان، كما هو ذاهب الآن، سيبلغ وضعية التحلُّل». فهذا التوصيف يحمل مغازيَ عميقة وشديدة الخطورة، لأنّه لا يعني احتمال سقوط المؤسسات فحسب، كما في بعض مراحل الحرب الأهلية، بل أيضاً تحلُّل لبنان كدولة أو ككيان».