الكشف عن مفاوضات سرية لعزل مادورو
قضايا عربية ودولية
2019/01/28
+A
-A
كاركاس / وكالات
تتسارع الاحداث ومستجدات الازمة الفنزويلية بين مادورو الرئيس الشرعي الذي يستند إلى الدعم الدولي ومجلس الامن وموقف الجيش، وبين رئيس البرلمان الفنزويلي المعارض، خوان غوايدو، الذي نصب نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، بدعم اميركي صريح.
من مستجدات سجال الرئاسة في كاراكاس كشف رئيس البرلمان الفنزويلي المعارض، خوان غوايدو عن مفاوضات سرية مع الجيش ومسؤولين آخرين لعزل رئيس الدولة الحالي، نيكولاس مادورو عن السلطة.
وحث المعارض الفنزويلي أنصاره على النزول إلى الشوارع والتظاهر غدا الاربعاء وفي الثاني من شباط المقبل ، مؤكدا أن الهدف من هذه الاحتجاجات هو «الكفاح من أجل تلقي المساعدات الإنسانية، والنضال ضد اغتصاب السلطة ودعم الحرية وحقوق الإنسان» حسب تعبيره.
وشجع انشقاق الملحق العسكري الفنزويلي في واشنطن، خوسيه لويس سيلفا، خوان غوايدو، على الطلب من مناصريه توزيع نسخ، مباشرة وعبر التواصل الاجتماعي، من قانون العفو الذي وعد به الموظفين الحكوميين والعسكريين في حال وقفوا إلى جانبه.
ويبدو أن هدف خوان غوايدو هو خرق ولاء الجيش الداعم الرئيس لمادورو منذ وصوله إلى الحكم في 2013.
ويدرك مادورو أهمية هذا الدعم، فقد حذر العسكريين امس بالقول «هل أنتم انقلابيون أم تحترمون الدستور؟ لا تكونوا خونة أبداً، بل كونوا أوفياء دوماً!».
تدريبات عسكرية
في الوقت نفسه اشرف الرئيس نيكولاس مادورو امس على تدريبات عسكرية، في بلاده وظهر مادورو على التلفزيون وهو يستعد لقيادة مناورات في قاعدة فورت باراماكاي في شمالي البلاد، وأظهرت الصور دبابات مصطفة وجنودا يطلقون العيارات النارية، وخطب الرئيس الشرعي مادورو أمام العسكريين قبل بدء التدريبات، وقال: «كونوا ثابتين في محاربة الانقلاب، أقول ذلك لكلّ القوات المسلحة البوليفارية: وحدة قصوى، انضباط أقصى، تعاون أقصى».
سياسة أميركية
من جانبه كشف المقرر الخاص السابق للأمم المتحدة، ألفريد دي زاياس، عن الطريقة التي تملي بها أميركا إرادتها وشروطها على المنظمات الدولية، وقال إن عقوباتها تسببت بكارثة اقتصادية في فنزويلا.
وكان دي زاياس أول ممثل للأمم المتحدة يزور فنزويلا خلال الـ 21 سنة الماضية، ووصل إلى هذا البلد الواقع في أميركا اللاتينية نهاية عام 2017، حتى قبل أن تبدأ الأزمة الحالية. وخلال وجوده هناك، تحدث ليس فقط مع ممثلي الحكومة الفنزويلية، ولكن أيضا مع المنظمات غير الحكومية العاملة في البلاد، ومع المعارضة والعلماء والنشطاء وممثلي الكنيسة والأعمال التجارية ومكاتب الأمم المتحدة المحلية.
وقال الفريد دي زاياس في مقابلة مع صحيفة الإندبندنت البريطانية «إن العقوبات الأميركية قاتلة»، مشيرا إلى أن أفقر شرائح السكان يعانون أكثر من غيرهم، ويموتون بدون طعام أو دواء.
وبعد رحلته إلى فنزويلا، قدم تقريره المفصّل إلى الأمم المتحدة، حيث اقترح أن تقوم المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في ما إذا كانت هذه العقوبات تشكل جريمة ضد الإنسانية.
وفي رأيه، فإن العقوبات الأميركية غير قانونية وغير شرعية بسبب فرضها دون موافقة وإرادة الأمم المتحدة. وشدد المسؤول السابق بالأمم المتحدة على أن «العقوبات الاقتصادية الحديثة والحصار الذي تمثله، يشبه حصار المدن في العصور الوسطى».
ومع ذلك ، وكما لاحظ دي زاياس، لم تستمع الأمم المتحدة لتقريره، ورفض المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الاجتماع معه على الإطلاق.
ويعتقد المقرر السابق أن السبب في ذلك هو أن النتائج الموضوعية التي توصل إليها، تتعارض مع الموقف الأميركي الحالي الساعي لتغيير النظام في فنزويلا، لذلك فإن الأمم المتحدة مهتمة فقط بتلك التقارير التي تنتقد النظام وتدعو إلى الإطاحة به.
بالإضافة إلى ذلك، قال دي زاياس إن الدور الرئيسي في هذه العملية تلعبه الولايات المتحدة، التي تحاول الإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو بمساعدة العقوبات. ووفقا له، فإن الولايات المتحدة «تلوي أذرع الدول» في الأمم المتحدة، وتجبرها على التصويت وفقا لمصالحها وسياساتها، وذلك عن طريق تهديدها بعواقب اقتصادية.
ويوضح هذا المسؤول الدولي السابق، أن الولايات المتحدة استثمرت في الحقيقة مبالغ طائلة في فنزويلا، ولكنها فقدت سيطرتها على الصناعة الفنزويلية بعد التأميم، والآن تحاول استعادة كل شيء.
وقال:»أشعر أنه لو لم تكن لدى فنزويلا موارد طبيعية هامة، لما كان أحد قد اهتم بشافيز ومادورو ولا بأي شخص آخر» في هذا البلد.
في الختام ، دعا مقرر الأمم المتحدة السابق المجتمع الدولي إلى الدخول في حوار مع فنزويلا من أجل تحسين الوضع، بدلاً من ممارسة الضغط عليها من خلال العقوبات ومحاولة الانقلاب على السلطة الشرعية فيها، كما انتقد الولايات المتحدة وبريطانيا لتدخلهما في الشؤون الداخلية لدولة أخرى.
قوات أميركية
في وقت سابق، طلبت السلطات في عدد من الدول الأوروبية من رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، عقد انتخابات مبكرة في البلاد.
ويفكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حل قائم على استخدام القوة في فنزويلا. وناقش رئيس الدولة السيناريو العسكري في محادثة مع السناتور الجمهوري ليندسي غراهام. وفقا لموقع أكسيوس.
وتحدث السناتور الجمهوري عن محادثته مع ترامب، التي طلب خلالها نصيحة بشأن إمكانية استخدام القوة العسكرية.
وقال السناتور في مقابلة مع «أكسيوس»: «أنا لا أريد أن أغزو كل مكان، أريد أن استخدم الجيش فقط عندما تكون مصالحنا الأمنية الوطنية مهددة».
وأكد الموقع أنه لا يوجد الآن سبب للاعتقاد بأن القوات المسلحة الاميركية تستعد لغزو بلد في أمريكا اللاتينية. وسوف تمارس الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية على الرئيس الحالي لفنزويلا. على وجه الخصوص يمكن نقل جميع أصول مادورو التي تم القبض عليها إلى المعارضة.
تظاهرات أميركية
الى ذلك خرج عشرات الأشخاص إلى شوارع المدن الأميركية، للإعراب عن دعمهم للرئيس الحالي لفنزويلا، نيكولاس مادورو.
وأشار المتظاهرون إلى عدم موافقتهم على تدخل واشنطن في الشؤون الداخلية لفنزويلا.
وبحسب وسائل الاعلام فان الفعالية جرت، في نيويورك، وواشنطن، وسان خوسيه، وميامي، ودالاس، وبيتسبرغ، ومينيابوليس.
وتجمّع نحو 40 شخصا أمام تمثال جورج واشنطن في ساحة «يونيون سكوير» ، وأعربوا عن قلقهم إزاء التدخل العسكري الأميركي المحتمل ومحاولات الإطاحة بالحكومة الشرعية في فنزويلا.
ومن بين الشعارات التي رفعها المتظاهرون - «ارفعوا أيديكم عن فنزويلا!» و «مادورو ، صديقنا ، الناس كلها معك.»
كما أعرب المتظاهرون عن عدم موافقتهم على سياسة الرئيس الاميركي دونالد ترامب.
مواقف دولية
وتتواصل المواقف الدولية المتباينة بشأن الازمة الفنزويلية اذ انضمت أستراليا، امس الاثنين، إلى الدول التي أعلنت اعترافها برئيس البرلمان الفنزويلي، خوان غوايدو، رئيسا مؤقتا للبلاد، إلى حين إجراء انتخابات جديدة.
وقالت الخارجية الأسترالية في بيان: «تعترف أستراليا وتؤيد رئيس الجمعية الوطنية «لفنزويلا» خوان غوايدو، كرئيس مؤقت وفقا للدستور الفنزويلي حتى إجراء الانتخابات».
وتأتي هذه الخطوة بعد يوم من اعتراف إسرائيل بالمعارض الفنزويلي، خوان غوايدو، رئيسا انتقاليا لفنزويلا.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان وجيز تلاه عبر شريط فيديو نشره مكتبه الإعلامي: «تنضم إسرائيل إلى الولايات المتحدة وكندا ومعظم دول أميركا اللاتينية وأوروبا في الاعتراف بالقيادة الجديدة في فنزويلا».
وقد بادرت الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى بالاعتراف بغوايدو وطالبت الرئيس الفنزويلي مادورو، بعدم السماح بأعمال عنف ضد المعارضة.
من جانبه تمسك مادورو بمنصبه وأعلن أنه الرئيس الشرعي للبلاد، ووصف رئيس البرلمان والمعارضة بأنهم «دمية في يد الولايات المتحدة».
من جانبها قالت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنها قبلت ممثلا من زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو ليصبح قائما بأعمال السفارة الفنزويلية في الولايات المتحدة.
وقال مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي في بيان إن واشنطن قبلت ترشيح غوايدو لكارلوس الفريدو فيشيو عضو المعارضة الفنزويلية لتولي هذه المهمة وأن يكون لفيشيو السلطة على الشؤون الدبلوماسية باسم فنزويلا في الولايات المتحدة.
ويواجه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تحديا غير مسبوق لسلطته بعد أن أعلن غوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد مشيرا إلى تزوير الانتخابات.
وحصل غوايدو على دعم دولي واسع بما في ذلك من الولايات المتحدة، وانشق الملحق العسكري الفنزويلي في واشنطن الكولونيل خوسيه لويس سيلفا عن حكومة مادورو يوم السبت.
وقالت تقارير إخبارية إن فيشيو غادر فنزويلا عام 2014 بعد أن سجنت الحكومة زعيم المعارضة ليوبولدو لوبيز.
أخبار اليوم
كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني تشيد بالتحول الإيجابي الذي تشهده شبكة الإعلام
2024/11/25 الثانية والثالثة