ماذا يعني رفع إيران نسبة تخصيب اليورانيوم؟

الرياضة 2021/01/07
...

محمد صالح صدقيان 
 
أعلنَت إيران يوم الاثنين الماضي رفع نسبة تخصيب اليورانيوم الى 20 بالمئة في خطوة رأى فيها البعض تصعيدية ضد المجتمع الدولي، بينما رأى البعض الآخر إطلاق «رصاصة الرحمة» على الاتفاق النووي المسجى في غرفة العناية الصحية منذ شهر كانون الثاني من العام 2017 عندما انسحب الجانب الأميركي من هذا الاتفاق. 
وقد أثيرت العديد من الاسئلة بشأن مغزى هذه الخطوة في مثل هذه الظروف التي تتحدث عن احتمال اشتعال حرب بين الولايات المتحدة وإيران؛ خصوصاً في ظل تواجد قطع بحرية أميركية ستراتيجية في المياه الخليجية.
يٌستبعد قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية لإيران لأسباب تتعلق بالوضع المأزوم للرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، وما يمر به من وضع نفسي وسياسي مرتبك في الداخل الأميركي جراء نتائج الانتخابات الرئاسية التي يصر على بطلانها على الرغم من كل الشواهد القانونية التي تقول بفوز منافسه جو بايدن.
إيرانياً؛ من يخوض دهاليز الواقع الإيراني يعرف أن الايرانيين ليسوا بهذه الحماقة السياسية ليفرشوا للرئيس الأميركي دونالد ترامب «سجادة الحرب الحمراء» ليدخل التاريخ الأميركي من خلال النافذة الايرانية؛ وإن أرادوا ذلك فأنهم لا يريدون سوى وضع فخ له ليقع في مستنقعات الحرب التي لا طائلة منها، لكنهم يدركون جيداً خطورة إعطائه أي ذريعة صغيرة كانت أم كبيرة لشن حرب أو لتأزيم الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، إنهم يمارسون اللعبة بدهاء من دون إعطائه فرصة للإنقاذ، هو يبحث عنها، لكنهم يريدونه أن يرحل من دون الحصول على شيء. 
أمام الحكومة الايرانية برنامجان؛ البرنامج الأول الذي أعلن عنه الرئيس حسن روحاني في نهاية عام 2019 والقاضي بخطوات تصعيدية مالم تٌفعّل الدول الأوروبية التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي بعدما دعت الجانب الإيراني لصمود الاتفاق وعدم انهياره بعد انسحاب الجانب الأميركي من هذا الاتفاق، أما البرنامج الثاني فهو القرار الذي أصدره مجلس الشورى «البرلمان» والذي دعا الحكومة الى رفع نسبة تخصيب اليورانيوم الى 20 بالمئة وصولاً الى الانسحاب من البروتوكول الملحق بمعاهدة حظر الانتشار النووي.
نحن الآن نتحدث عن فترة أسبوعين تفصلنا عن استلام الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن للبيت الأبيض، ما هي السيناريوهات المحتملة من وراء الخطوة الايرانية؟. 
السيناريو الأول؛ عودة الجانب الأميركي للاتفاق النووي  من دون شروط مسبقة وإزالة العقوبات التي فرضها الرئيس ترامب من أجل إرضاء الجانب الايراني على أمل فتح باب الحوار لمعالجة المشكلات التي يمتلكها الجانبان، وفي المقابل تعلن إيران العودة لمرحلة ما قبل التصعيد في برنامجها النووي. 
السيناريو الثاني؛ الجلوس الى طاولة مفاوضات جديدة وفق جدول آخر بقواعد جديدة وآليات جديدة كما تريدها بعض الدول الاقليمية ومنها إسرائيل، ومن الصعب التكهن بإمكانية تحقيق السيناريو الثاني، لأن إيران عبرت عن عدم استعدادها للعودة لبحث برنامجها النووي خصوصا وأن قراراً من مجلس الأمن الدولي قد صدر برقم 2231 احتضن الاتفاق النووي وهي لا تريد العودة مرة أخرى للمربع الأول. 
الآن ماذا يعني التصعيد النووي الايراني؟. 
بكل بساطة إنه يريد أن يضع الإدارة الأميركية الجديدة أمام أمر واقع، لا تملك إيران ما تخسره أكثر من خسارتها خلال عهد الرئيس دونالد ترامب، وما يتعلق باقتصادها فإنها تمر بمرحلة تعايش مع العقوبات شأنها شأن كوبا التي تخضع لعقوبات أميركية منذ العام 1965؛ لكن في النموذج الإيراني تكون القضية أخطر وهي القدرة النووية التي تقول إيران إنها سترفع نسبة التخصيب الى مستويات عليا قد تصل الى 40 و60 بالمئة ولربما أكثر، وهذا ما يعطي إيران قدرة أكبر على المناورة، وهو ما يقلق جميع المعنيين بالملف الإيراني.