احتقان وتوتر طائفي حاد في الشارع اللبناني

الرياضة 2021/01/07
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
 
لَم يكن ينقص لبنان المثخن بالأزمات السياسية والاقتصادية، الاّ الدخول في محاذير احتقان طائفي حاد، لاحت بوادره الداكنة منذ أيام، فالبلد الذي كان يوصف بأكثر البلدان العربية ليبرالية، أضحى اليوم نهباً لتناحر ينذر بمخاطر طائفية ومناطقية جمة، تشي بهشاشة الوضع الاجتماعي؛ المحكوم سياسياً على أساس طائفي، كرّسه اتفاق الطائف عام 1989، الذي يعد اليوم بمثابة الدستور الناظم للطبقة السياسية. 
صور لافتة للاحتقان الطائفي، صارت تضج بها مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام اللبنانية، شعارات لاذعة متبادلة، وحملات من قبل أنصار هذه الطائفة، أو تلك، لتمزيق صور خاصة برموز وشخصيات خاصة بطائفة أخرى، وخطابات تستثمر اللحظة السياسية المأزومة، لمآرب طائفية، لا تخلو من هدف مغرض، ونبش في غاطس الحرب الأهلية التي وضعت أوزارها مطلع التسعينيات، وقد توقف المراقبون عند التصريحات النارية، التي أطلقها زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أمس الأول الثلاثاء، موجهاً من خلالها هجوماً شديد اللهجة، للسيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله، تحرك على إثرها أنصار جعجع عبر مواقع التواصل، في حملة شد عصب طائفي، رافعين شعار الدفاع عن المسيحية المارونية، قابلتها ردود غاضبة من أنصار حزب الله، ناشرين ما وصفوه بـ (الماضي الميليشياوي لجعجع) وعمليات (القتل على الهوية)، وكان قد نقل في وقت سابق عن زعيم «القوات اللبنانية» قوله: «سامضي في مواجهة حزب الله حتى النهاية، ولدي 15 ألف مقاتل، ونحن قادرون على مواجهته»، وهو الأمر الذي وصفه وليد جنبلاط بـ «المغامرة غير المحسوبة». 
كما أفادت المعلومات بحصول إشكال بين أنصار «حزب الله» و»الحزب الشيوعي» في بلدة عدلون الجنوبية، جراء منشور مسيء للسيد نصر الله، وقد أشارت قناة «الجديد» إلى «تناقل مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً، عن إشكال كبير في بلدة عدلون الجنوبية، بين أنصار لحزب الله وشيوعيين، وذلك بعد تعليقات ومناشير مسيئة لأمين عام الحزب، على وسائل التواصل الاجتماعي، وحالة توتر تسود البلدة بعد تمزيق صور شهداء وقادة متبادل بين الطرفين»، وذكرت الأنباء أن الجهات المعنية في «حزب الله» و»الحزب الشيوعي» تعمل على تطويق الإشكال. 
ومن المنتظر أن يطل السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله مساء غد الجمعة، في خطاب متلفز هو الثالث في غضون أيام قليلة، والمتوقع أن يكرس نصر الله حيزاً مهماً من خطابه لتناول مسألة الاحتقان الطائفي، في الشارع اللبناني، أما تكتل التيار الوطني الحر، الذي يتزعمه الرئيس اللبناني ميشال عون، فطالب رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، بالعودة من سفره، والاضطلاع بمسؤولياته في تشكيل الحكومة، نظراً لحراجة الأوضاع في لبنان.