جيشنا الباسل يُدشّن مئويته الثانية

العراق 2021/01/07
...

 بغداد: محمد الأنصاري / الكوت: حسن شهيد العزاوي / تكريت: سمير عادل كركوك: نهضة علي / تصوير: علي الغرباوي 
 
 
برعاية وحضور رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، شهدت ساحة الاحتفالات الكبرى ببغداد أمس الأربعاء، الاستعراض العسكري الكبير الذي أقيم بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الجيش العراقي الباسل الذي دشن قرنه الثاني في 6 كانون الثاني 2021، وشهد العرض الذي شاركت فيه قطعات من مختلف صنوف قواتنا المسلحة والقوة الجوية وطيران الجيش؛ فضلا عن حضور رسمي شارك فيه الوزراء وقادة الجيش والقوات الأمنية والملاحق العسكريون في البعثات الدبلوماسية ببغداد.
 
وأطلق سلاح المدفعية 21 إطلاقة وعزف السلام الوطني إيذاناً بانطلاق الاستعراض، بينما جابت مقاتلات القوة الجوية ومروحيات طيران الجيش سماء ساحة الاحتفالات والعاصمة بغداد تحية للجيش في عيده الأغر، ثم استعرضت قطعات من الصنوف المختلفة (الدروع والدبابات والقوات البرية الأخرى والقطعات البحرية والهندسة الآلية ووحدات مكافحة المتفجرات والرد السريع) من أمام المنصة الكبرى للاستعراض.
 
كلمات رئاسية
رئيس الجمهورية، برهم صالح، هنأ في كلمة أمس، جيشنا البطل في ذكراه المئوية، مشدداً على أن قوة وهيبة الجيش وتطوير صنوفه المسلحة «تمثل قوة وهيبة الدولة الحارسة والخادمة لشعبها»، لافتاً إلى ضرورة أن يبقى الجيش مؤسسة وطنية دستورية حامية للسيادة والوطن لا أداة بيد الاستبداد والدكتاتورية.
وأكد رئيس الجمهورية، أن «الانتصارات التي تحققت على الإرهاب بفضل التعاون والتكاتف بين الشعب والجيش ومختلف صنوف القوات المسلحة من البيشمركة والحشد الشعبي وأبناء العشائر، تستدعي مواصلة الجهود لبناء جيش وطني مؤمن بعقيدته العسكرية ورسالته في الدفاع عن الوطن وحفظ السيادة، وهذا لن يتحقق ما لم يتم ضبط السلاح المنفلت، وحصر السلاح بيد الدولة، وتعزيز التكاتف بين مكونات الشعب».
ونوه صالح، بأن «الحفاظ على الأمن والاستقرار مطلب واستحقاق لا تراجع فيه ولا تهاون، وهو الأرضية للانطلاق نحو إكمال الاستحقاقات الأخرى في بناء دولة مقتدرة ذات سيادة كاملة».
بدوره، هنأ رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي جيشنا البطل بذكرى تأسيسه المئوية، وقال في كلمة متلفزة بثت مساء أمس الأول الثلاثاء: « نقف باعتزاز وفخر لتحية جيش العراق العظيم، قادة وضباطا ومراتب، ونحيي بطولاتهم وتضحياتهم في الدفاع عن أرض العراق وحماية كرامته، كما نحيي بطولات جيشنا وتضحياته في الدفاع عن فلسطين الحبيبة, جنين، والجولان».
وشدد الكاظمي على أن «جيش الوطن، توج مسيرته الى جانب قواتنا الأمنية بكل صنوفها في دحر تنظيم داعش الإرهابي وطرده من أرض العراق المقدسة»، مبيناً أن «على عاتقنا واجبا تأريخيا مباركا، بوضع جيشنا في الموقع الذي يستحقه وإعادة الثقة لضباط الجيش ومراتبه بأنكم أيها الأبطال رمزنا وعنوان هيبتنا وسيادتنا، العراق بكم سينهض كدولة تمثل ضرورة للحضارة الإنسانية وضرورة للتوازنات الدولية».
وبشأن انسحاب القوات الأجنبية من البلاد، أوضح الكاظمي، أنه «وكثمرة للحوار الستراتيجي المتواصل (مع واشنطن) تم سحب دفعات من القوات الأميركية ضمن توقيتات فنية خلال الأشهر الماضية، وسوف يكتمل في الأيام المقبلة انسحاب أكثر من نصف تلك القوات»، مؤكداً أن «هذا التطور قد تأسس على ضوء جهوزية قواتنا المسلحة البطلة والقوات الأمنية بمختلف صنوفها، لحماية أرض العراق وصون كرامة شعبه، نجدد اليوم عهدنا الى الشعب العراقي، بأننا لن نسمح باختطاف القرار الوطني العراقي من أي جهة كانت».
وأضاف، أن «العراق لن يكون ملعباً للصراعات الإقليمية أو الدولية بعد اليوم، ولن يسمح بأن تستخدم أراضيه لتصفية حسابات بين الدول، ونقول: جيش العراق على أهبة الاستعداد للقيام بواجبه لوضع كل هذه الاستحقاقات حيز التطبيق، نقف في يوم جيشنا الباسل، لنعلن أن عام 2021 سيكون عام الإنجاز العراقي على كل المستويات، وأن مرحلة استنزاف ثروات العراق وإمكاناته قد انتهت الى غير رجعة بإرادة العراقيين».   
وفي تهنئة بالمناسبة، أكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، أن ما قدمه الجيش العراقي طوال مسيرة قرن من الزمن يعدُّ مفخرة عظيمة تستحق التخليد والإشادة والتكريم، وعلينا تقديم المزيد من الدعم والمساندة لهذه المؤسسة الوطنية التي بذلت الكثير خلال مسيرتها المشرقة.
وذكر الحلبوسي، في نص التهنئة للجيش العراقي بمناسبة عيده الــ100، أن «الجيش العراقي سطَّر عبر تاريخه المشرّف أروع صور البطولة، وكتب بالدم عبر قوافل الشهداء سفراً عظيماً من الانتصارات، وترفّع عن كل الميول والاتجاهات سوى الوطن وحماية أمنه وسيادته».
 
دعم الجيش
من جانبه، دعا النائب الأول لرئيس مجلس النواب، حسن الكعبي، الحكومة الى تعزيز قوة المؤسسة العسكرية من خلال تزويدها بالأسلحة المناسبة التي تمكنها من حفظ هيبة العراق وحماية سيادته والدفاع عن شعبه ووحدة أراضيه، وبما يخدم استقرار البلاد وسلامتها.
وأكد الكعبي خلال تهنئة بالمناسبة، أن «مجلس النواب داعم وبقوة لكل عمل من شأنه بناء جيش مهني ووطني قوي ينتمي للعراق ويرفع رايته ويدافع عن ترابه»، مشيراً الى أن «على العراقيين أن يفخروا بأبنائهم في القوات المسلحة الذين استرخصوا أرواحهم على درب الولاء والدفاع عن الوطن»،  مبيناً أن «هذا الجيش بات أكثر قوة وخبرة، وقادراً على درء الخطر ومواجهة التحديات». رئيس أركان الجيش، الفريق أول الركن قوات خاصة، عبد الأمير رشيد يار الله، ذكر في بيان بالمناسبة «تمر علينا هذه المناسبة ونحن نعيش غمرة الانتصارات الكبيرة التي حققها أبطال جيشنا وبقية القوات الامنية على عصابات داعش الارهابية، واليوم إذ نحتفي بعيد جيشنا الباسل نستعيد ذكرى شهدائنا الاحبة الذين قدموا انفسهم في سبيل وطنهم».
كما هنأ رئيس جهاز الأمن الوطني، عبد الغني الأسدي، بمناسبة الذكرى السنوية المئة لعيد الجيش العراقي، وقال: إن «مرور مئة عام على ذكرى التأسيس يدعونا إلى التشديد على أهمية التلاحم بين قواتنا المسلحة والمواطنين الذين كانوا سنداً وظهيراً صلباً لقواتهم المسلحة في الدفاع عن العراق وأمنه، ونؤكد ضرورة إكمال بناء قواتنا المسلحة وتطويرها لاسيما أن استقرار بلادنا في هذه المرحلة الصعبة يعتمد عليها باعتبارها الدرع الحصين لحماية الوطن 
ومكتسبات النصر» . وقدم رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الأول الركن عبد الوهاب الساعدي، التهاني للجيش العراقي، وقال في جانب من بيانه: «إذ نستذكر بطولات رجال الجيش العراقي في الماضي، فإننا نتوجه بأسمى عبارات التحية والتقدير والاحترام لبطولاتهم فى الحاضر، فمع تغير طبيعة التحديات التي نواجهها لم تتغير وطنية وصلابة وعزم رجال الجيش، ومع تنامي ظاهرة الإرهاب البغيض كان رجال الجيش البواسل كعادتهم في الصفوف الأولى للمواجهة، بجانب إخوانهم البواسل من رجال القوات المسلحة وخلفهم أجهزة الدولة ومؤسساتها ممن يعملون في هدوء وصمت»، وأكد الساعدي، أن «جُل ما يسمو إليه هذا الجيش هو تحقيق البيئة الآمنة والأرض الثابتة، لينعم شعبنا الصابر المُضحي بخيرات عراقنا العظيم».
رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية النائب محمد رضا آل حيدر، أكد في بيان بالمناسبة، أن «معاني التعظيم والفخر والاشادة تقف عاجزة أمام بطولات ومفاخر وملاحم رجال القوات المسلحة، الذين اثبتوا وبجدارة انهم حماة الارض والوطن بعد أن تصدوا لأعتى هجمة ارهابية همجية عرفها العصر الحديث، واستطاعوا بما عرف عنهم من شجاعة نادرة وبما قدموه من تضحيات زكية أن يحرروا ارض العراق ويدحروا الارهاب ويعيدوا له هيبته ومجده وبطولاته».
 
فعاليات سياسية
وهنأت الفعاليات السياسية جيشنا الباسل بذكرى تأسيسه، وقال رئيس تحالف عراقيون السيد عمار الحكيم: « بينما توقد مؤسستنا العسكرية الغيورة شمعة قرنها الثاني؛ لا يسعنا إلا أن ندعو للارتقاء بواقعها وجعلها في أتم الجهوزية ماديا ومعنويا ولوجستيا».
كما غرد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، بعيد تأسيس الجيش العراقي، مؤكداً «على انهاء التدخلات الخارجية التي تعيق حق العراق في بناء قواته والاعتماد على نفسه بحماية أراضيه»، وأضاف، «كما نؤكد على التزام الجميع بحصر السلاح بيد الأجهزة الأمنية وإكمال السيادة بخروج القوات الاجنبية كافة من العراق». رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي، قال في بيان: «ادعوك أيها الجيش أن تبقى سوراً للوطن وليس سوراً لطائفة أو حزب أو حاكم، أنت حارس شرعية الدولة، وحامي أسوار القانون والسيادة، وقوة الدولة بوحدتك ووطنيتك والتصاقك بآمال الشعب وأهداف الدولة لننتصر في هذا التحدي كما انتصرنا في السابق».
بدوره، قال زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي في تغريدة على «تويتر»: «سور الوطن ومفخرته ينبغي أن يحظى باهتمام أكبر، وأن يبقى بعيداً عن الشوائب، ليحافظ على صورته الناصعة الخالدة وتأريخه المهيب».
وطالبت عضو مجلس النواب زيتون الدليمي، القوى السياسية بعدم التدخل بعمل المؤسسة العسكرية التي تتمثل بالجيش العراقي وذلك من خلال إبعاد المحاصصة في المناصب، وقالت: «الجيش العراقي ليس ملكاً أو أداة بيد القوى السياسية، وإنما هو أداة بيد الشعب العراقي لكونه حامي البلاد من كل الاخطار الخارجية، وعليه أن يكون مؤسسة مستقلة ترعى مصالح أمن البلاد، والا تتدخل في السياسة كما ورد ذلك 
في الدستور».
كما قدّم محافظ الأنبار، علي فرحان الدليمي، التهاني والتبريكات لأبناء قواتنا المسلحة بجميع صنوفها بمناسبة مرور 100 سنة على تأسيس جيشنا العراقي البطل, مثمنا تضحياتهم ومواقفهم الباسلة والشجاعة وهم يسطرون أروع الملاحم البطولية في دحر كل محاولات الأعداء للنيل من سيادة وامن 
وكرامة بلدنا العزيز.
وهنأ التحالف الدولي لمحاربة «داعش» الجيش العراقي بذكرى تأسيسه، وقال في بيان: أنه «يهنئ الجيش العراقي بالاحتفال بعيد ميلاده المئة»، مضيفاً: «تم إنشاء الجيش العراقي في 6 كانون الثاني 1921، وما زال يواصل مسيرته كشريك رئيسي في المعركة من أجل هزيمة داعش». وفي تهنئة قال السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيكي: «لا يسعنا الا أن نثني على البطولات والجهود التي قدمها أفراد الجيش العراقي الشجعان في محاربة الارهاب والحفاظ على أمن وسلامة العراق وشعبه»، وأشار إلى أن «دعم بلاده للعراق سيستمر ويتوسع لفترة طويلة في المستقبل».
 
احتفالات عفوية
إلى ذلك، شهدت مدينة الكوت مركز محافظة واسط، احتفالات عفوية جابت شوارع المدينة بمناسبة عيد تأسيس الجيش العراقي.
وقال نائب محافظ واسط رشيد البديري لــ»الصباح»: إن «الاحتفال تضمن استعراضاً للآليات العسكرية رافقه مسير للسيارات المدنية بعد أن زينت واجهاتها احتفاء بالمناسبة وسط هتافات الجماهير الواسطية». كما شهدت مديرية التربية في محافظة واسط احتفالية بمناسبة الذكرى المئة لتأسيس الجيش العراقي، وأكدت شخصيات واسطية أن «الاحتفال هذا العام تزامن مع الاحتفال بعيد الانتصار الكبير الذي حققته قواتنا المسلحة والحشد الشعبي الابطال على الإرهاب». وفي تكريت، أقامت قيادة عمليات صلاح الدين احتفالاً استعرضت فيه قطعات الجيش العراقي بمناسبة ذكرى مرور 100 عام على تأسيسه، بحضور قيادات أمنية وعشائرية، وذكر قائد عمليات صلاح الدين اللواء الركن عبد المحسن حاتم في كلمته التي القاها خلال الاحتفالية: «نحتفل بالذكرى المئوية لتأسيس الجيش العراقي الباسل، وهي ذكرى عزيزة على قلوبنا وقلوب كل العراقيين ونستذكر البطولات والتحديات التي بذلها ابطال الجيش العراقي في سبيل تحرير البلاد من دنس داعش الارهابي، التي سطر خلالها أروع ملاحم البطولة، وتجسيد الرجولة في أسمى معانيها مع باقي الاجهزة الامنية من قوات وزارة الداخلية والحشدين الشعبي والعشائري». بينما شهدت شوارع المحافظة احتفالات وتزيين لسيارات الشرطة والجيش العراقي بمناسبة تأسيس جيشنا الباسل، وأشاد مواطنون في صلاح الدين بدور قوات الجيش العراقي في الحفاظ على الأمن وإعادة النازحين الى مناطقهم المحررة وطرد العصابات الإرهابية.
وفي كركوك أكد محافظها، راكان سعيد، أن استذكار تأسيس الجيش العراقي هو استذكار لبصمات النصر والامن التي بذل فيها أفراده الغالي والنفيس من اجل سيادة الوطن.
وقال سعيد، لـ»الصباح»: إن الكركوكيين يحتفلون هذا العام بالذكرى المئة لتأسيس الجيش العراقي وهو احتفال له اهميته وخصوصيته كون محافظة كركوك تنعم بامنها واستقرارها بفضل بطولات الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي. وأضاف ان الجيش يعد من المؤسسات الامنية التي يضع الشعب ثقته بها للعيش في أمن واستقرار.  
يشار إلى أن اهالي المحافظة اعدوا منهاجا احتفاليا كبيراً بالمناسبة للتعبير عن فرحهم وتقديرهم للتضحيات الكبيرة التي قدمها ابطال الجيش العراقي من اجل مدينتهم وجميع مدن العراق، وتضمن المنهاج قيام فرق العلاقات العامة في المؤسسات بنشر الزينة والاعلام في جميع مؤسسات المحافظة فضلا 
عن فقرات اخرى.