منير آخر الرعيل !!

الرياضة 2021/01/08
...

طه كمر
 
عندما نتحدث عن إقالات واستقالات المدربين خصوصا في دورينا الممتاز لكرة القدم ، لم نأت بالشيء الجديد لأن الموضوع أصبح قديما وعقيما واعتدنا عليه ، وعادة مثل هكذا موضوع لم يكن مدروسا للأسف بل انه يفصح عن عدم دراية وتخبط واضح للطرفين أي إدارة النادي والمدرب ، فبمجرد أن يتعرض الفريق لثلاث هزائم متتالية تتجه أنظار المجتمع الرياضي صوب قرار الاستقالة أو الاقالة ، وهذا الأمر يعد خطأ ولا بد من الوقوف عنده.
لم نر في جميع دوريات العالم مثل هكذا عمل على ما يبدو انه غير احترافي ولا يتلاءم مع تطلعات الشارع الرياضي الذي يحلم دائما بالاحترافية اسوة بدول المنطقة على أقل تقدير ، واليوم ضربت دورينا المتواضع موجة من الاستقالات والاقالات بالجملة أسفرت عن استقالة مدرب فريق النجف حسن أحمد الذي فرض نفسه قائدا محنكا وضع فريقه على السكة الصحيحة وبات منافسا شرسا على اللقب بنتائجه المتميزة ، لكنه استقال بسبب العوز المادي وعدم مصداقية الادارة معه ومع فريقه بحسب قوله ، فلا أعرف كيف للمدرب البديل أن يوافق ويعمل مع ادارة استغنت عن مدرب أوصل فريقها الى بر الأمان بنتائج متميزة.
الموضوع لم يتوقف عند الشاطر حسن بل فاجأنا مدرب الزوراء باسم قاسم هو الآخر باستقالته على ضوء الخسارة الأخيرة أمام زاخو والتي تعد هي الاولى أيضا له في الموسم الحالي ، لكن الجميع يعلم ان الإقالة جاهزة عند ادارة النادي ان لم يقدمها هو بنفسه وكأن الموضوع خارج عن إرادة النادي ، والموضوع ذاته ينسحب على نادي النفط الذي توضح نتائجه تأرجح العلاقة مابين الادارة والمدرب يحيى علوان التي قد تعصف بها تلك النتائج المتواضعة مابين مد وجزر لتطيح بالأخير  ، والجميع يعي جيدا ان هذا نتاج فقر ميزانية النادي الذي كان يوما ما أغنى أندية العراق لكنه اكتفى بمركز الوصافة الذي بات يمثل أعلى سقف لطموحاته.
وشملت الاستقالات أيضا مدرب الطلبة أحمد خلف الذي حاول بشتى الوسائل هو ومن سبقه بتدريب الأنيق أن يعيد ولو جزءاً من أناقة هذا الفريق لكن دائما ما تصطدم محاولاته بحاجز العوز المادي ومشكلات إدارية جمة ، لنجد هذه المرة مدرب فريق القاسم جاسم جابر رافعا الراية البيضاء بعد محاولاته الحثيثة للوصول بالفريق الى بر الأمان لكن محاولاته ذهبت أدراج الرياح ، ليكون مدرب الديوانية قصي منير هو آخر رعيل المستقيلين بعد جولتين أو ثلاث فقط ، وللأسف الشديد ما زلنا نراوح بمكاننا من ناحية الاحترافية في العمل الاداري البحت الذي لم نجد أي ادارة رياضية حتى اللحظة تعمل بما يعمل الآخرون من أقرانها على الصعيدين العربي والآسيوي.