فنانو العراق يحتفلون بيوم المسرح العربي

الصفحة الاخيرة 2021/01/10
...

  بغداد: محمد اسماعيل

  تصوير: نهاد العزاوي ورغيب اموري

أقامت الهيئة العربية للمسرح ونقابة الفنانين أمس الاحد “ملتقى المسرحيين العراقيين” بمناسبة يوم المسرح العربي، على قاعة صلاح الدين في فندق فلسطين ميريديان.. بحضور رئيس لجنة الثقافة والسياحة والاثار النيابية بشار الكيكي، وجمع من مثقفي العراق.

استهل الحفل الفنان مازن محمد مصطفى، قائلا: “نجتمع اليوم في عراق موحد من أقصى كردستان الى أقصى البصرة ومن أهوار ميسان الى صحارى الانبار”.
كلمة المسرح العربي التي كتبها اسماعيل عبدالله والقاها د. محمد حسين حبيب: “هذا خطاب فنحن يجمعنا معا كل متكامل، هذا خطاب يحاول سبر ما يجول في خواطرنا كمسرحيين أفرادا ومؤسسات رسمية كانت أو أهلية، فلن يتسع فضاء الغد إلا بنا جميعا اسمحوا لنا بداية أن نحيي جميع الجهود المخلصة التي عملت في عام 2020 على إبقاء جذوة المسرح وقادة، وأن نثمن جميع الاجتهادات والوسائل التي حاولت من خلالها بعث الدفء في أوصال المسرح لتجاوز المرحلة الصعبة التي فرضتها جائحة كورونا للبروتوكولات الصحية ، كما نقدر الظروف التي اضطرت عديد الجهات إلى تأجيل فعالياتها انضباطا ونحيي عاليا كل من أسس في هذا العام فضاءً جديا للمسرح أو أنقذ فضاءً من الاندثار والخراب.. رفعت الهيئة العربية للمسرح منذ نشأتها عام 2008 شعار “نحو مسرح جديد ومتجدد” وكنا نضع الأمر في مسار الاستئناف الإيجابي، فالجديد والمتجدد مفهومان ثابتان لمنتوج متحرك متغير، فالجديد اليوم قديم غدا والمتجدد، هذا في ظل صيرورة سليمة بسلامة منهج اليوم تقليدي غدا وعمل المسرحي، وحين أطلقت الهيئة العربية للمسرح مشروع ستراتيجية تنمية المسرح العربي عام 2011 التي عملنا عليها لمدة عام ونصف العام بمعية ثلاثمئة مسرحي عربي من مختلف المذاهب والمشارب، قلنا في خطاب الهيئة حينها: “إن الظاهرة المسرحية العربية برمتها تحتاج اليوم قبل الغد إلى إعادة نظر وتقييم جوهري لتعود إليها العافية، ليصبح بمقدورها التجدد والتطو ر والرقي ومواكبة المستجدات على الصعد كافة، وهذا من عمل أهل البيت المسرحي قبل غيرهم حتى يمكن لنا أن نتعامل مع واقع جديد لا يسمح ببقاء القديم البالي.. وابتداءً من العاشر من كانون الثاني 2008 ونحن نلتقي كل عام وفي نفس الموعد، لنقول كل عام والمسرح بخير ليكون العالم بخير، إنه اليوم العربي للمسرح، اليوم الذي نتأمل فيه ونحلم ونستمع إلى رجع صدى أعمالنا”.
 
مسرحيون عراقيون
وألقى الفنان غانم حميد كلمة المسرحيين العراقيين، التي جاء في نصها: “السلام على المسرحيين العرب وهم يحتفلون بيومهم، السلام على المسرحيين العراقيين وهم يحاولون اقتناص الفرح كي يرمموا بعضاً من خيباتهم .. فلا انتاج ولا تمثيل ولا عمليات فنية ولا اخراج .. تقنيات خاوية وارضيات مسرحية رثّة وديكورات عفى عليها الزمن في الشكل والرؤية والبكاء على الأطلال صار هوية بالية وغادر المسرحيون مواقعهم .. لا أعلم  أين هم ، فتمرين المشاهدة الذي طالب به استاذنا الراحل قاسم محمد بحاجة الى عروض فخمة والعروض الفخمة بحاجة الى ادارات محترفة تمتلك قدرة القرار والاعتراف بالفن المسرحي فاعلاً مؤثراً مغيّراً... القطيعة بين المسرح والناس اسست لها ادارات غير فاعلة ودعمتها بكل ما أوتيت من افكار وفلسفات واعلنت انتحار المهنة.. الانسان بنيان الله على هذه الارض ملعون من هدمه او حاول ان يهدمه.. وانتم تلجمون قدرته وفعله وخصوصاً المسرحي، الانسان صانع الثقافة وعنوان حضارة الأمم كأي خالق... لايكلفكم كثيراً دعم المسرح فمليار دينار سنويا كفيلة ببناء حركة مسرحية عراقية مهمة من البصرة حتى اقاصي الوطن.. لماذا هذا الصمت المقصود والتراجع المعنون لقتل المسرح والمسرحيين انه أب الفنون كلها.. والمسرحيون يتامى بغير المسرح نبض الحياة وسر استمرارها.... حتى المبادرة العربية من الهيئة العربية للمسرح مشكورة وأدتموها من خلال تعطيل اسناد المبادرة بمبلغ منكم لايسمى كي تكمل نقابتنا استكمال حاجياتها في قيام مهرجان معقول بعد ان دعمت الهيئة جميع العروض والعاملين فيها وانتم تحطمون وتؤجلون ذلك سنين وهكذا ذهب العشرات من الفنانين والفنيين ومئات المشاهدين الى النسيان مرغمين.. كيف نحتفل ونحن غيبنا الاهمال المعلن؟! وأردف التخلف في البنية المسرحية الى مواصلة استمراره كي نعلن الافلاس وموت المسرح.. ايام واشهر واصبحت سنتين والنقابة تكتب لكم وأتت موافقتكم بدعم المهرجان الوطني للمسرح من دون تنفيذ.. قالوا ان المسرح مرآة للواقع وأمسى اليوم محرضاً ومحفزاً وثوريا كما كان فاحذروه”.
 
كيف نبني مسرحنا
“كيف نبني مسرحنا” كلمة القاها الفنان مقداد مسلم، في الملتقى قائلا: “قدرنا أن نتحدى، حسب ما قال جايكوفسكي.. إن مسرحا عربيا او عراقيا او في اية دولة عربية، تسميات لظواهر “فرجوية” شاعت في بلاد الرافدين والنيل منذ فجر الحضارات، وتأكدت في العراق إبان العهد العباسي وما تلاه.. الامم تبني ونحن نهدم المسارح، فالمسرح يركز على الحرية والسلم الاهلي واشعار الفنان بانه ليس وحده انما زملاؤه في المعمورة يدعمونه، فالمسرح حقل حوار منوع، وليس محادثة يزدهر بالدعم.. نحتاج كلمة قوية ونحتاج الى ان يسمو بعضنا ببعض.. مسرحنا يتطور بدعم الدولة واحترام الفنان لفنه ونفسه في اجواء من الحرية لا تحد من قدرته الابداعية.. علينا ان نحب بعضنا ونعلو بعلاقات قوية.. وعلينا الاهتمام بمسرح المحافظات.. ففيها مسرحيون متمكنون بحاجة لرعاية، كما يجب ألا نغفل المستقبل.. علينا الاهتمام بمسرح الطفل، اوصي ببناء قاعات جديدة واعادة هيبة القاعات المهملة والعمل على تصحيح الاخطاء وإقصاء الدخلاء لحفظ قيمة المسرح العراقي” مختتما بالسؤال: “هل لدينا مسرح عربي؟ علينا ان نؤكد ذلك بتاريخنا وموروثنا وكنوزنا المعرفية والجمالية، مطالبين القائمين على البلد بتثبيت فصل في الدستور للثقافة والحوار الحضاري وامتيازات المثقفين، مطالبين بوزارة ثقافة سيادية خارج المحاصصة”.
 
نقاد مسرحيون
بينما القى رئيس رابطة نقاد المسرح في نقابة الفنانين د. عقيل مهدي يوسف.. كلمة الرابطة، التي ورد في خلاصتها: “يطرح النقاد في يوم المسرح العربي اسئلة منفتحة على حوارات حرة تخص المنظور النقدي المعاصر مستقطبة متخيلات مسرحنا من بغداد الى الدول العربية، ومستلهمة فولكلورنا وطقوسنا وموضوعاتنا مضفية عليها الدلالة والمعنى والزمان الذي نعيش اذ لكل تجربة زمنها ومتغيرات مجتمعنا تنقلت خلال مئة عام من الكلاسيكية القديمة الى المعاصرة الحداثوية التي تصدى لها النقاد والمخرجون بوعي متفتح”.
قرأ المخرج كاظم النصار، تداعيات تنظيرية بعنوان “فضاءات المسرح وكورونا” اشار فيها الى ان “مليار انسان يلتزمون بيوتهم وملايين في المشافي وجيشاً من شرطة واطباء ورجال دين واعمال ونشطاء، يرزحون تحت وهن هذا الوباء.. نحتاج الى استبدال السكون بالتساؤلات: لماذا تراجع المسرح؟ ماذا حققت الحرية عندما انتقلنا من نظام الى آخر؟ ثمة تدمير من قبل الذين لا يجيدون الانتاج.. الفوضى مناخ خصب للطفيليين”.
ناقش المدير التنفيذي لمهرجان العراق الوطني للمسرح، اسباب تأجيله، قائلا: “هذا المهرجان التفت عليه حية؛ ادارته اكملت المتطلبات ومستعدة لإقامته فورا، بمساعدة الهيئة العربية للمسرح ونقابة الفنانين العراقيين، لكن موافقة رئيس الوزراء على الميزانية التكميلية، التي أحالها على وزير الثقافة د. حسن ناظم، ما زالت تدور في أدراج الوزارة منذ اربعة اشهر، لا نعرف مصيرها، منتظرين من الوزير قول: نعم أو كلا؛ كي نتصرف”.
 
رسالة الفنانين العراقيين
تلا نقيب الفنانين د. جبار جودي العبودي، رسالة الفنانين الى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي: “في ظل التداعيات السياسية التي تحيط بالعراق ومحاولات إبعاده عن محيطه الإقليمي والعربي بل ومحاولات عزله والتقليل من دوره الإنساني في المنطقة والعالم ولأسباب كثيرة، نجح الفنانون العراقيون في كسر الطوق الذي فرض عليهم وحققوا ما عجزت دول مستقرة سياسياً ومسترخية اقتصادياً عن تحقيقه، ولعل اختيار العراق مكانا لإقامة أهم مهرجان مسرحي عربي تقيمه دوريا الهيئة العربية للمسرح لم يأت صدفة ولا وفقا للحروف الأبجدية بل جاء 
تتويجا لجهود مضنية متواصلة لفنانين عراقيين استثمروا جميع علاقاتهم داخل المحيط العربي لتحقيق هذا التتويج لبغداد التي طالما استقبلت المهرجانات الفنية وبحضور نوعي لافت ويأتي تنظيم الدورة الاولى من مهرجان العراق الوطني للمسرح تمهيداً لمنح بغداد شرف تنظيم الدورة العربية للمسرح انف الذكر وبالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح وفق البروتوكول الموقع بينها وبين نقابة الفنانين العراقيين إذ يأتي مهرجان العراق الوطني للمسرح من ضمن تسعة مهرجانات عربية تنظمها الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع النقابات المهنية في الوطن العربي وتتحمل جزءاً من التمويل المالي لبعض فقرات المهرجان ومنها إنتاج ثمانية عشر عرضاً مسرحياً عراقياً جديداً داخل المهرجان وطباعة أربعة كتب والجوائز المالية.. دولة الرئيس المحترم، لقد أكملت اللجان الفنية والإدارية جميع  استعداداتها لانطلاق أعمال المهرجان ولا يقف أمامنا أي عائق سوى استكمال التمويل المالي والذي سبق وان رفع الى سيادتكم قبل اربعة أشهر ونحن اليوم نناشدك بإسم كل فنان عراقي وباسم كل التأريخ الفني العراقي أن يتم حسم الموضوع وبالسرعة الفائقة وهنا لا بد من الإشارة إلى الدعم الكبير الذي قدمته مؤسسات رسمية وشبه رسمية والقطاع الخاص في دعم هذا الكرنفال الذي يبعث رسالة محبة وطمأنينة للعرب وللعالم عن استقرار وازدهار العراق اليوم”.
 
مسرحيات تتحدى كورونا
وكرمت النقابة في ملتقى المسرحيين العراقيين المقام بمناسبة يوم المسرح العربي، فنانين واصلوا العطاء المسرحي برغم حظر كورونا، ومنهم: د. جواد الاسدي، عن مسرحية “حنين حار” و”مناضل داود عن “شباك اوفيليا” ود. رياض شهيد، عن مسرحية “فلك اسود” وضياء الدين سامي عن “رفريش” وفكرت سالم “الشعبة صفر” وحليم هاتف “سلة شكسبير” وعكاب حمدي “الرحيل وتداعيات” واسعد مشاي “وطن بلون ابيض” وزيدون آل سلطان “6 × 1” وصادق مكي “رسائل” وعلي الشيباني “حميد العربنجي” وعباس شهاب “وداع الحنظل” وعباس جاسم “اكسباير” وفؤاد ذنون، عن إدارته الفرقة الوطنية للتمثيل، من دون تلكؤ طوال الحظر المفروض للوقاية من الجائحة، ومنتظر الطويل؛ لتنظيمه مهرجان ايام كربلاء الدولي، من دون أضرار صحية، وقاسم إمكين، عن مسرحية “ماكبث” وعلي عبد النبي الزيدي وسعد هدابي، لتواصلهما طوال الحظر، وهشام ناظم عن مسرحيتي “حدث في بلاد السلاطين” و”الرجل الذي رفضه الموت” وسلمان العيسى عن “خارج الوقت” وعبد العزيز نجم “حلم التعيين” ونشأت مبارك “العائد” ومحمد كاظم، عن مسرحية “حدث في المزرعة”.