المحترفون ضرورة ملحة

الرياضة 2021/01/15
...

طه كمر
من خلال المتابعة الدقيقة لمباراة منتخبنا الوطني الودية التي جمعته بنظيره الاماراتي والتي انتهت بالتعادل السلبي بين الفريقين ، توضح جليا ان لاعبينا لم يكونوا على الموعد إطلاقا من خلال ضياع أغلبهم وتوهانهم داخل المستطيل الأخضر ، من دون أي فاعلية تذكر لا سيما في منطقة لعب الفريق المنافس ، جعلتنا نمني النفس بتغيير أسلوب اللعب ووتيرة الأداء الذي بات مملا جدا.
المتابع للوهلة الاولى قد يجد مبررا مفاده بان هؤلاء الفتية الذين مثلوا المنتخب العراقي ليسوا هم اللاعبون الأساسيون الذين سيتم اعتمادهم في المباريات الرسمية القادمة ، وهنا تخف وطأة الانتقاد وتحميلهم مسؤولية اسم العراق على أساس انهم لاعبين بدرجة احتياط ، لكن لا يمكننا أن نصف تلك المباراة التي تعد بروفة تحضيرية لاسود الرافدين لقادم الأيام التي تشهد عدة مباريات تجريبية وصولا الى مباريات التصفيات الآسيوية المشتركة ، بوصف أدق من انها مباراة للنسيان.
لدينا عدة لاعبين محترفين من طراز عال جدا وأثبتوا كفاءتهم خلال المباريات التي خاضوها مع منتخبنا الوطني ، أو مع الأندية التي يحترفون فيها أمثال جستن ميرام وياسر قاسم وأحمد ياسين ومهند جعاز ومهند علي وعلاء عباس وبشار رسن ، من الممكن الاستفادة من خدماتهم على الأقل لمواكبة المنتخبات التي باتت تسبقنا في مستوى الأداء وليس بدرجة التصنيف الدولي ، وهنا يجب أن يعي الجميع الى ضرورة ضم هؤلاء اللاعبين الأكفاء الى تشكيلة منتخبنا ليمكننا القول عندها اننا قادرون أن ننافس بقوة.
من وجهة نظر شخصية أرى ان ما شاهدناه قبل أيام معدودة لا يمكننا أن نعوّل إزاءه على هذا المنتخب ، بعد أن ضاعت خطوطه تماما لتجعل المدرب كاتانيتش عاجزا عن فعل شيء لتدارك الموقف ، لكن ما طمأننا على نتيجة المباراة هو ذلك الأداء المتواضع للمنتخب الاماراتي الذي لم يظهر بأفضل حالا من منتخبنا ، لتكون هذه البروفة المتواضعة جدا غير مجدية من جميع النواحي لأننا لم نشاهد منتخبا يعد نفسه لتصفيات مهمة ، ينبغي علينا أن نعيره اهتماما خاصا يتلاءم مع مستوى الحدث لا أن نقف مكتوفي الأيدي ونشاهد مدربه وهو يجرب لاعبين ما  زالوا  قيد التجربة المحلية ، فمن الأفضل أن نستفاد من خبرة اولئك المحترفين الذين باتوا ضرورة ملحة لأن بمقدورهم أن يعطوا للعراق الكثير قبل أن يأفل نجمهم وعندها لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب.