«خان حمو القدو» يتغنج بتراث الموصل القديمة

الصفحة الاخيرة 2021/01/17
...

الموصل: شروق ماهر
 
 
 لأن الجمال لا يندرس او يزول، ويبقى متأنقاً على جيد الأمكنة، يعود خان حمو القدو الى الحياة مجددا، بعد اعادة اعماره، ليغدو شاهداً على مدينة نهضت من قبح الدواعش وافكارهم العابثة بالتراث، ويكون أيقونة الموصل القديمة التي تلتقط انفاس تاريخها الناصع من جديد. الجلسات الموسيقية، سمة المكان العابق بالتراث، الذي ينتمي الى آلاف السنين، اذ تحمل اجواء رائعة من الطرب الموصلي الأصيل، بمشاركة موسيقيي المدينة المعروفين، إذ صدحت آلاتهم بأعذب الأنغام، وتحركت اوتارهم معلنة بدء مرحلة ضياء جديدة بعد أن حاول الارهابيون فرض ظلامهم عليه. الموسيقي احمد هلال اوضح ان «حلم حياتي قد تحقق بعد أن عزفت اوتاري داخل الخان مجددا، ونحرص على اقامة حفلات بين الحين والآخر، نقدم فيها اجمل التراث 
الموصلي». ويضيف هلال ان «مدينة  الموصل بحاجة الى ثقافة الموسيقى واحياء روح الحفلات فيها، لكي ننسى ويلات ومآسي الفترة الداعشية، التي فشلت بمحو هويتها الفنية والتراثية».
مبيناً أن «نجاح هذه الحفلات في ظل كل التحديات ومنها جائحة كورونا؛ سيكون له صدى واسعاً وينقل رسالة اكثر من رائعة عن الموصل، فهذا المكان من اقدم الخانات التراثية واعادة اعماره بطرازه المعماري القديم رسالة عظيمة عن إرادة الموصليين وتمسكهم بهوية مدينتهم». وأشار إلى أن «حضور كل هؤلاء الفنانين والموسيقيين من أماكن خارج العراق لاحياء الحفل في أجواء بسيطة سينقل رسالة بأن الموصل آمنة ولم يعد للإرهاب مكانٌ فيها، ونحن بحاجة الى ايصال هذه الصورة الى العالم». يذكر أن خان حمو القدو بناه آل قدو العام (1882م)، وكان آية في الفن المعماري الموصلي، اذ تبلغ مساحته أكثر من 379م2، ويتكون من طابقين، الأول يضم 45 دكاناً و19 خزانة وخمسة أواوين، وامام الدكاكين «الحوش» او الفناء.