كتب ليست للقراءة !

الصفحة الاخيرة 2021/01/23
...

حسب الله يحيى 
اذا كانت الكتب مفاتيح العقول، وحدائق الروح، ونبض 
القلوب، واذا كانت كل الاديان وكل الافكار، تعمد الى 
الكتب بهدف ايصال المعاني والحكم والوعي؛ اذن 
ماجدوى أن تصدر كتب جديدة يومياً بلا جدوى !؟. 
ان ما يصدر عن دور النشر الرسمية والخاصة كثير جداً، ولا يتناسب مع العقول والمواهب والتجارب، ولا مع عطاءات القامات الثقافية والمعرفية والابداعية التي نعرفها، 
و ان ما يعلن عن اصداره يومياً في العراق على وجه التحديد، يتجاوز في عدده ما صدر ويصدر في بلدان عربية 
واجنبية عرفت بثمار عقول اصحابها وجدوى ما ينشرونه، الا ان ما تنشره دور النشر الاهلية الخاصة لا يدل على 
اننا نؤلف ونطبع ونقرأ، بل ان كثيراً من 
(المؤلفين) و(المترجمين) ينشرون كتبهم للوجاهة الاجتماعية، ما 
داموا يملكون المال، فان بمقدورهم أن يصبحوا مؤلفين ومترجمين بسهولة، اعتماداً على عدد من الخريجين 
او ممن يملكون القدرة على استخدام اجهزة التواصل الاجتماعي وسرقة الكتب المختلفة والموضوعة على الاجهزة بشكل (بي دي اف) وينسبونها لانفسهم، في حين وضعت هذه 
الكتب على وفق الشكل الحديث لغرض تيسير القراءة وتوفيرها للجميع.
وازاء ذلك بتنا نعاني من جهلاء يزينون انفسهم بمؤلفات ومترجمات لا قيمة لها ولا حضور لاهميتها، بل هي كتابات انشائية فجة وثرثرة سقيمة غير صالحة للقراءة، الى جانب كتب مسروقة اصلاً، وهنالك من يسهل ويسهم ويعمل 
على نشر هذه السرقة في المكتبات وفي الرسائل والاطاريح الجامعية التي باتت هي الاخرى لا تدقق، و يتولى اصحابها قيادة 
الاجيال المقبلة.!
ولعل الاكثر سوءاً، وجود اساليب المديح والاطراء لكتاب باتوا يعدون انفسهم (نقاداً) وهم في حقيقتهم ليسوا سوى كتاب شكاوى المواطنين (كتاب عرائض) يقبضون ثمن ما يكتبونه مالاً او علاقات وطيدة .
اننا معنيون بانتقاء الكتاب الجدير بالقراءة، الذي ينير 
لنا دروبنا ويسهم في اغناء عقولنا، ويعلمنا عن 
طريق هذه المتعة الراقية، متعة القراءة لكتاب جيد، 
لا يقدس الجهل المحيط بنا وانما يفضح هذا الجهل 
ويكشف عن الواقع المر والمرير،  وصولاً الى عقل نير ومتعة راقية.