فكاهة في منتصف المسافة

الصفحة الاخيرة 2021/01/27
...

 رضا المحمداوي 
 
 
ما زالت الأعمال الكوميدية التلفزيونية، لدينا تعاني من إخفاقات وعيوب عديدة، فما أن تخرج من مأزق النص، حتى تدخل في مأزق الممثل أو المخرج، ويقف مسلسل( عائلة خارج التغطية ) لمؤلفهِ: قحطان زغير، ومخرجه: علي أبو سيف كنموذج لارتباك النص ومأزقه في عدم وضوح انتمائه للنوع الدرامي واشتراطاته الفنية، فضلاً عن مأزق اختيار الطاقم الكوميدي المناسب له.
فقد اعتمد المسلسل بحلقاته المتتالية والمترابطة البناء المغلق والمكانية الدرامية الواحدة وشخصيات الأسرة المحدودة، وأصبح بذلك أقرب ما يكون الى نوع الـ(سيت كوم) الفكاهي الخفيف، وقد فرض هذا النوع من الكوميديا على المسلسل شكله العام ووضعه في قالبه الفني المعروف، ومقابل ذلك وضع المسلسل نفسه في مأزق فني يتمثل بعدم انتمائه الخالص والتام لـ (سيت كوم) بمواصفاته، ولم يعمل كذلك على بناء مسلسل درامي بحلقاته المتسلسلة  والمتتالية وبحبكة درامية موحدة وبصيغة مشوقة، وما تقتضيه من تعدد في الخطوط الدرامية وتعدد وتنوع أماكن التصوير، وما ينتج عن ذلك من حيوية ورشاقة في الانتقالات وسرعة في الإيقاع وغيرها، فكان أن بقي حائراً في منتصف المسافة بين النوعين .
فالمسلسل بالصيغة والشكل والأسلوب الفني، الذي عُرض فيه كان بحاجةٍ الى محاور درامية ساندة من أجل إحكام التعامل مع الزمن الدرامي والانتقال بين الأحداث وإضفاء التشويق، ذلك لأن الارتباط في المكان الدرامي الوحيد(البيت) ودوران شخصيات: الاب عبد الملك (خليل إبراهيم) وزوجته: غنية( صبا إبراهيم) والابن: مالك( عامر نافع) والبنت: صفية ( شروق الحسن) داخل البيت وحده قد أضعف البناء الدرامي للمسلسل برمته، وكشف عن الشحوب والفقر  للمضمون العام له، كما أن هذا البناء المغلق للمسلسل قد حال دون التواصل والتفاعل مع المسلسل، من حيث بناء الحلقات نفسها ومن هنا جاء استخدام المخرج، لتقنية تسريع الحركة للممثلين ومعها فواصل عنوان المسلسل الانتقالية، بين المشاهد من أجل إضفاء بعض الحيوية والحركة والتقليل من الرتابة .