ساوة.. بحيرة سياحية مجهولة المنابع

الصفحة الاخيرة 2021/02/03
...

السماوة: احمد الفرطوسي
 
 
تعد بحيرة ساوة في السماوة من المعالم السياحية الفريدة من نوعها، كونها مجهولة لمصادر المياه والمنابع، انشئت عليها بعض المرافق الترفيهية في منتصف السبعينيات، شملت مقهى وشققا سياحية ومطاعم، حيث ازدهرت في تلك الفترة بالسياح العراقيين والعرب، الا أنها تعرضت للتخريب والتدمير خلال حقبة التسعينيات، وما تلاها ولم تبق الا بنايات محطمة هنا وهناك.
حاول سكان المنطقة القريبة نقل مياهها للاستفادة منها في ري مزروعاتهم، لكن المياه ما تلبث ان تتفاعل بسرعة مع التربة لتشكل طبقة كلسية، ويؤكد سكان المنطقة ان جلد الانسان لا يحتمل ملوحة البحيرة وقد يتغير لون جلده الى السواد ما لم يغتسل، لكن كثيرين يسبحون بها، لاسيما السياح الاجانب والعديد من الناس المصابين بأمراض الجلد، اذ يسود اعتقاد راسخ ان مياهها علاج للامراض الجلدية، ولهذا فان من يرغب بالسباحة فيها، لا بدّ أن يستحم بمياه حلوة بعدها، ولهذا يهرع السباحون الى عين ماء مجاورة للبحيرة.
وإنّ كثيراً من اهالي المنطقة حاولوا صيد النوع الوحيد من الاسماك الذي يعيش في البحيرة، والتي تتميز بدهونها العالية، لكنهم سرعان ما يكتشفون انها تذوب دهونها ولهذا فان السكان يسمونها بالبحيرة البخيلة، التي لا ينتفع أهلها من مائها ولا من سمكها.
ظلت منابع مياه ساوة مثيرة للجدل، وتخضع لتفسيرات لم يتأكد بعد من مدى صدقيتها، وهناك رأي ان البحيرة ترتبط بقنوات مائية، يقال انها مرتبطة بالبحر الميت ومنه جاءت ملوحة مياهها، وكان الاعتقاد السائد ان مياه (ساوة) ثابتة عند حد معين، لكن بامكاننا اليوم ان نرى كيف انخفضت المياه الى اكثر من متر، غير ان هذا الانخفاض لا يشكل شيئا بالنسبة الى عمقها.