إحصاء نينوى: 38% من السكان تحت خط الفقر

العراق 2021/02/05
...

 الموصل:  شروق ماهر
 
 
وصلت معدلات الفقر في الموصل بحسب الإحصائيات الرسميّة الى مستوى “قياسي” ينذر بازمة اقتصادية واجتماعية لا مفر منها.. فمنذ تحرير المدينة من قبضة “داعش” الارهابية التي سيطرت عليها لمدة ثلاثة اعوام، لم تتمكن الجهات المعنية من تحسين اوضاعها المعيشية، فالبطالة والنزوح وفقدان المعيل والارامل واليتامى خلال الحرب ابرز اسباب ارتفاع هذه الارقام. 
وتفيد بيانات البنك الدولي بان نسبة الفقر في المناطق المحررة تضاعفت الى 40  في المئة، بينما تقول الامم المتحدة ان طفلا عراقيا من بين كل أربعة يعيش في فقر، فضلا عن النقص في فرص العمل التي فاقمت هذه الاعداد في تلك المناطق ومنها الموصل.ومحافظة نينوى يسكنها اكثر من 3.5 ملايين شخص، وهي الثانية بعد بغداد من حيث النسبة السكانية. مدير احصاء نينوى نوفل سليمان افاد بحديث لـ”الصباح” بان “38 بالمئة من السكان، اي ما يعادل مليونا و800 الف شخص يعيشون تحت مستوى خط الفقر في عموم نينوى”. ويقول: ان “قضاء البعاج يحتل المرتبة الاولى فقرا ومن ثم قضاء الحضر ثم تلعفر وبعده قضاء الموصل”. وبشأن خطوات الحكومة المحلية للحد من معدلات الفقر، اجاب سليمان: ان “وزارة التخطيط لديها شقان بهذا الاتجاه ضمن ستراتيجية التخلص من الفقر الاول انشاء مشاريع مختلفة في المناطق الاكثر فقرا، وانشاء صندوق اجتماعي للتنمية والذي تمت المباشرة به حديثا في نينوى ويشمل ست قرى”. وبلغت نسبة الفقر بحسب الاحصائيات في محافظة نينوى 38.7 في المئة وديالى 22.5 في المئة وواسط 19 في المئة وصلاح الدين 18 في المئة، اما الأنبار فبلغت 17 في المئة والبصرة 16 في المئة والنجف 12.5 في المئة وكربلاء 12 في المئة وبابل 11 في المئة.وسجلت نسب الفقر في بغداد 10 في المئة ودهوك 8.5 في المئة وكركوك 7.6 بالمئة واربيل 6.7 في المئة.بدوره يرى الدكتور ازاد الاتروشي من سكان مدينة الموصل خلال حديثه لـ”الصباح” ان نسب الفقر “طبيعية جدا” خصوصا في محافظة مدمرة ومهملة لم يتم تخصيص ما يتناسب ووضعها وحجم الخراب الذي لحق بها جراء حرب “داعش”. بينما انتقد المواطن رعد العبادي الاحصائية المعلنة من قبل مديرية احصاء نينوى، موضحا انه قضى خمسة ايام في مستشفى الخنساء برفقة احد المرضى المقربين له ولاحظ مواقف مؤلمة لمرضى ومواطنين لا يملكون ثمن فطور او شراء علاج، ويعتقد ان هناك اعدادا كبيرة من الفقراء في نينوى ادت بهم ظروف الحرب الى مآس كبيرة. واعربت المحامية ورقاء سالم في حديثها لـ”الصباح” عن عدم مصداقية العدد المعلن بشأن الفقر لانها تترافع عن دعاوى الطلاق في الموصل، التي تعود اغلبها الى سوء الوضع المعيشي نتيجة الفقر وعدم وجود عمل او مبلغ يعيل رب الأسرة على اعالة اولاده، لذلك تطلب الزوجة الطلاق وتتشتت الأسرة باكملها، وان هذا الموضوع يهدد اسرا موصلية كثيرة. اما الاستاذ الدكتور جمال سمير من كلية الادارة والاقتصاد جامعة الموصل فيبين لـ”الصباح” ان مدينة الموصل ومنذ تحريرها من عصابات “داعش” الارهابية التي ساعدت على ارتفاع هذه الاحصائية الى ارقام مخيفة ومحزنة لم تشهد بناء او اعمارا يساعد على عمل الشباب لاعانة أسرهم.