حتاحت يبشّر والصحة تحذّر

الصفحة الاخيرة 2021/02/07
...

عبد الهادي مهودر
خلال أسبوع واحد بشرتنا منظمة الصحة العالمية مشكورة، بعدم ملاءمة البيئة العراقية لفيروس (نيباه) وحذرتنا وزارة الصحة من مخاطر موجة ثانية لفيروس كورونا أشد فتكاً من سابقتها، وفي الحالتين لم يكترث المواطنون للبشارة الأممية ولم يحملوا التحذيرات الصحية على محمل الجد وفقدت الغالبية الشعور بالخوف من الخطر بين تهاون وعدم اقتناع وجهل وملل وحرج اجتماعي ولم تظهر على الشارع العراقي بعد التحذيرات علامات استجابة واضحة والتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء للكمامات، وكأن الأمر لا يعنينا، عدا استثناءات لمواطنين يضعون الكمامات على منطقة الحنك وهؤلاء المحنّكين يصافحون الناس بحرارة ويأخذون الأصدقاء والأقارب بالأحضان مع عبارة «ولو كورونا بس الله الحافظ» ويمكن مناشدة هذه الشريحة بتغطية الأنف والفم وترك الحنك لعدم علاقته بالموضوع من قريب او من بعيد،أما بشارة رئيس فريق الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية في العراق وائل حتاحت، فمرت سريعا وسط الضجيج لكونها تطمينية ولخلوها من عنصر الإثارة ولم تقابل بتغطيات اعلامية بمستوى تغطية التخويف الذي رافق إدعاءات دخول وباء (نيباه) على الرغم من أهمية بشارة السيد حتاحت في أن بيئتنا ليست مناسبة ولا حاضنة للفيروس وان البيئة الحاضنة لهذا المرض هي بيئة خفاش الفاكهة والتواصل مع الخنازيرعلى حد قوله.
أما سيل التحذيرات التي اطلقتها وزارة الصحة حتى بحّ صوتها، فلا حاجة لدليل على حلول التقارب الاجتماعي بديلاً عن التباعد وعودة الازدحامات الى الاسواق والنوادي الاجتماعية والمقاهي والمطاعم ووسائل النقل والأفراح والمآتم بشكل يكشف عن فقدان الإحساس بخطر الوباء على الرغم من تزايد اعداد المصابين والوفيات عما كانت عليه في الشهور الأخيرة، وإذا كان من حذّرك كمن بشّرك، فبشارة وزارة الصحة وبشارة حتاحت العالمية تصبان في نهر واحد، ولكن حين يصل الأمرالى استهانة تلحق الضرر بالصالح العام فلا يمكن ترك تقدير الأمور في مواجهة جائحة كورونا للمواطن والقضية ليست قضية رأي وانما حياة أو موت وباتت تتطلب قرارات وإجراءات قانونية ورادعة ولن تجدي المناشدات والتحذيرات نفعاً بمفردها، لأن مظاهر التجمع والتقارب هي الأشد فتكا، حتى إذا وصلت اللقاحات ووزعت بين جميع المواطنين الملتزمين والمتهاونين والمحنّكين.