حذرت لجنة الخدمات النيابية من ان تكون حادثة «جسر الامين» انذارا لانهيار جسور اخرى نتيجة عدم اجراء عمليات الصيانة المطلوبة وتقادمها، وسط استياء كبير من قبل سالكي هذا الجسر، بسبب طوابير الزحام الشديدة. واعلنت مديرية المرور العامة بداية الشهر الحالي قطع جسر الامين من الجانبين بسبب انهيار كتفه الايسر، لخط السير القادم من شارع القناة (الرستمية) باتجاه دخول منطقة الامين ليتسبب بحصول زحامات خانقة في المناطق القريبة من الجسر.  

عضو لجنة الخدمات والاعمار النيابية النائب جاسم البخاتي عبر لـ”الصباح” عن “خشيته من سقوط جسور اخرى غير مؤهلة”، معتبرا ان “انهيار جسر الامين رسالة انذار لتأهيل جميع الجسور المطلة على شرق القناة ونهري دجلة وديالى ومتابعتها من قبل الدوائر المعنية». واضاف ان “الجسر تم افتتاحه في ستينيات القرن الماضي، وهو عبارة عن (قنطرة)،  وبسبب تقادمه ومرور الاحمال الثقيلة عليه ادى الى انهياره بشكل مفاجئ مما تسبب في زخم مروري كبير امتد من شرق العاصمة الى شمالها». وقد شكلت لجنة من المهندسين بدائرة الطرق والجسور التابعة الى امانة بغداد، واكدت ان الانهيار تم في الكتف الايسر وليس في البنية التحتية له، بينما اعلنت تأهيله وصيانته عبر ربط الجسر مباشرة من خلال شبكة من الاسلاك الحديدية والانتهاء منه باقرب فرصة، ولكن المشكلة مع الاسف تتكرر مجددا بسبب مرور الشحنات الكبيرة عليه.

وطالب البخاتي “مديرية المرور بحصر مرور السيارات الصغيرة والمتوسطة ذات الحمولة 2 طن فقط على الجسر، وتخصيص طريق اخر لمرور الشاحنات بالحمولات الثقيلة».

وخلت بغداد خلال اعوام مضت من تشييد اي جسر جديد يواكب التطور الذي شهدته عواصم العالم، وكذلك يستوعب الزيادة الحاصلة في اعداد المركبات التي تضاعفت بشكل ملفت للنظر واصبحت تسبب زحامات يومية في شوارع العاصمة.

اما امين بغداد علاء معن، فقال لـ” الصباح” : “دائرتي المشاريع والتصاميم في الامانة عملتا بالتعاون مع مديرية مرور الرصافة فور حدوث الانهيار المفاجئ في جسر الامين على الكشف عن الحالة الفنية وقطعه من جانب واحد لحين المباشرة الفعلية بأعمال الصيانة بالطرق العلمية». واوضح انه “تم تكليف فريق من المكتب الاستشاري للجامعة التكنولوجية للقيام بالكشف الموقعي للجسر، واتخاذ عينات لاجراء الفحص المختبري وكمية الاملاح والكبريتات في العجينة الاسفلتية لتتم المباشرة بصيانته، بغية اعادة افتتاحه امام حركة المرور لتقليل الزخم المروري وتأمين سلامة مستخدميه». وبين ان “الامانة تنفذ اعمال الصيانة بالسرعة الممكنة لانه يعد من اهم الجسور على طريق قناة الجيش ويخدم العديد من المناطق السكنية القريبة منه». وشهدت بعض مناطق العاصمة بغداد منذ اكثر من اسبوع، زخما مروريا بعد اغلاق استدارة رئيسة بسبب انهيار جزء من جسر الامين الذي يقع في منطقة بغداد الجديدة، وتضرره بنسبة 40 بالمئة، بحسب ما ذكره المهندسون المشرفون على صيانته، حيث ان مناطق المشتل وقناة الجيش اضافة الى مناطق اخرى قريبة تشهد زخما مروريا كبيرا بسبب قطعه بالكامل امام حركة السير وحيث امتدت طوابير السيارات لمسافات بعيدة جراء ذلك. بدوره، ابدى المواطن عز الدين عبد القادر “موظف” من اهالي منطقة الامين، استيائه من وقوفه بطوابير الزحام لاكثر من ثلاث ساعات، ما أدى إلى مضاعفة معاناة كبار السن والطلبة والموظفين الذين تقلهم سيارات خطوط دوائرهم منه. 

ويعد الجسر مفصلا حيويا للمنطقة مما اضطر ساكنيها الى اتخاذ طريق بديل يبعد لمسافات بعيدة للوصول الى الجهة الاخرى واختصار الجسر المنهار.

وناشد عبد القادر الجهات الحكومية بصيانة الجسر بشكل عاجل وايجاد حل جذري بديل لانقاذهم من تلك المشكلة.

وفاقم انهيار الجسر معاناة اهالي منطقة القناة بشكل مضاعف، لان هناك مشاريع كان يتم انجازها في شوارع منطقة القناة تتمثل بنصب كيبلات كهربائية تحت الارض واغلاق الطرق بالحواجز الكونكريتية.

بدوره، عزا فاضل عليوي (سائٔق اجرة) انهيار المجسر، الى مرور سيارات الحمل الكبيرة عليه القادمة من المحافظات الجنوبية (واسط ، البصرة)، وعدم تأهيله وصيانته منذ خمسة اعوام، وهذا تتحمله جميع الجهات المعنية، علما بان الجسر يربط بين المحافظات الجنوبية ويعد من اهم الطرق بالعاصمة ويقع على مشروع قناة الجيش.