علاوي كاظم كشيش وتجربته الشعريَّة

ثقافة 2021/02/14
...

 كربلاء: صلاح حسن السيلاوي
 
احتفى اتحاد ادباء كربلاء بتجربة الشاعر الدكتور علاوي كاظم كشيش عبر أمسية أدارها الشاعر الدكتور عمار المسعودي وحضرها جمهور الادب والثقافة في المدينة.المسعودي ابتدأ الأمسية بالحديث عن تجربة المحتفى به مشيرا إلى اول لقاء جمعه به فقال: عرفت كشيش وهو لا يعرفني والتقيت به صدفة في مكتبة صديقنا الشاعر اياد الحفار، وكان يوقع كتابه الشعري الاول (خاتمة الحضور) ولم يهدني مجموعته فقلت له: إنني من ديرة صاحب الشاهر فقال: اذن بمناسبة صاحب الشاهر أهديك هذه النسخة. سرت معه طويلا قطعنا المفازات كلها وتخاصمنا وتراضينا ولكننا بقينا في منطقة الابداع موجتين تتحدان او نافذتين تغلقان ثم تفتحان.
بعد ذلك وجه السعودي سؤالا للمحتفى به هو: ماذا يكتب علاوي كشيش الان؟ ولمن؟ وبأي لغة؟ وبأي فلسفة؟، ابتدأ علاوي كاظم كشيش بالحديث عن تجربته الشعرية والإجابة عن السؤال مشيرا إلى بدايات القصيدة لديه عام 67 لافتا الى أيام طفولته وكيف تأثر بالأجواء الحسينية وحفظ الاشعار وتعلم الكتابة قبل دخوله المدرسة، وفي صفه الاول المتوسط أكمل تعلم البحور، وقال ايضا: الجرجاني يقول (الشعر لا يؤخذ بالقياس والمنطق) لكن في الحقيقة ترحّلَ المنطق الى الشعر ثم قرأ المحتفى به نصا دونت منه ما يأتي: 
قلقي أطارده وعمري يركض، وإذا كبوت فإنني بك أنهض، سطرت في كتبي المياه فأزهرتْ لكنما عطشي يفيض وينبضُ، وعلى طريقي أية بيضاء من فرح تزف لنا سناك وتومضُ. 
وقال كذلك: القانطون تكسروا وتكرروا أحلامهم كانت ربيعا يجهضُ، وأنا أراك على سطوري غيمة بيضاء تختصر الظلام وتدحضُ، شكرا لأمي إذ عرفتك عندها فرحا يدافعه الطغاة ويربضُ، وأبي تحزم باسمك الميمون لا يلوي على يأس وعمر يقرضُ، قد علَّماني أن أقول مفاخرا بك والزهور على لساني تنهضُ. 
بعد ذلك وجه المسعودي سؤالا لكشيش كان مفاده: ان خطاب ما بعد الحداثة هو شرك معقد من العلاقات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي نرى منها الكيفية التي تنتج بها الكلمات، اين علاوي كشيش من هذه المقولات؟، هل استطاع ان يسحب العالم الى منطقته؟، كيف تعامل مع هذا العالم الذي تنصفه الاغراض الشعرية والتعبئة السياسية واختطاف الفن والجمال؟، ثم اعادة انتاجه وتعبئته بطريقة المنشور السياسي، أين علاوي كشيش من كل ذلك؟ 
أجاب المحتفى به قائلا: أي مصطلح نتداوله الآن اعطه اربعين سنة من الصدأ تجده منتهٍ وميت في منابته. الحداثة هي التي دمرت اوروبا وقادت القوميات والدكتاتوريات وانهارت في نهاية الحرب العالمية الثانية، ونحن الان ما زلنا نتكلم بالحداثة. الاداب تتحرك على التلقائية، أي شيء مجتلب لا يمكن ان يغرس في غير أرضه، له الاحترام ونطلع عليه، ولكن، مستحيل أن تبدع خصوصيتك في أردية الآخرين.