تربويون: الامتحانات الإلكترونية «غير شفافة»

العراق 2021/02/25
...

 بغداد: اسراء السامرائي 
 
تضاربَت اراء الطلبة والمختصين بالشأن التربوي بخصوص اجراء امتحانات نصف السنة الكترونيا او حضوريا، ففي وقت اكدت فيه وزارة التربية وجود مقترحات عدة لعدم ضياع العام الدراسي في ظل جائحة كورونا، ابدى الاهالي تخوفهم من ارسال أبنائهم الى المدارس بعد تصريحات صحية اثبتت اصابة الاطفال بالموجة الجديدة للفيروس  . وقال المشرف التربوي محمد خضير من مديرية تربية الرصافة الثالثة لـ” الصباح” انه “لو تم اجراء امتحانات نصف السنة الكترونيا سيكون الامتحان بعيدا عن الشفافية لكون اجراء الامتحان سيتم عبر شاشة الكومبيوتر وبهذا سيكون هناك شك كبير في من سيجري الامتحان خلف الشاشة هل فعلا الطالب او شخص اخر». 
يذكر ان 95 بالمئة من طلبة المراحل الثانوية كانوا قد اثبتوا حضورا عبر التعليم الالكتروني والدخول للمنصات ومتابعة بث الدروس التربوية خلال المدة الماضية. 
واكد ان “التعليم الالكتروني اثبت تحديا في ظل جائحة كورونا خصوصا انه يعتمد في ايصاله للطلبة على الخدمات الاساسية المعتمدة بالحياة اليومية كالطاقة الكهربائية والانترنت، الامر الذي جعله دون المستوى المطلوب بسبب قلة الخدمات خاصة الكهرباء وتذبذبها بين المناطق، فضلا عن ان بعض الطلبة لا يمتلكون اجهزة انترنت او حاسوب للتواصل بالتعليم». 
ويرى خضير “وجود امكانية لاجراء الامتحان حضوريا بالمدارس، خاصة ان اغلبها التزمت بالاجراءات الوقائية خلال فترة التعليم المدمج الحضوري  وكان هناك وعي في استخدام الكمامات والقفازات والمعقمات ما يشير الى نجاح الامتحانات لو تمت حضوريا من خلال تحقيق التباعد الاجتماعي بين الطلبة». 
اما مدير مدرسة الاجيال في تربية الكرخ الثانية جمال العامري، فاشار خلال حديثه لـ “الصباح” الى ان “اجراء الامتحانات الكترونيا غير ناجح، ومن الممكن اتمامها حضوريا عن طريق الالتزام بالاجراءات الوقائية للجائحة».
ونوه بان “خدمة الانترنت ضعيفة في البلد ما يشكل تحديا امام اجرائها، فضلا عن ان اغلب المناطق النائية والشعبية لايوجد فيها انترنت او يوجد بخدمة ضعيفة جدا ما يشكل عقبة اخرى امام تنظيم الامتحانات لطلبة هذه المناطق». 
يشار الى ان اغلب المدارس كانت قد التزمت بالاجراءات الوقائية منذ بدء الجائحة وبعضها كان قد سجل اصابات بين الطلبة خلال العام الماضي. 
وشجع العامري على اجراء الامتحانات بالمدارس مع الحرص على تطبيق الاجراءات الوقائية بشكل اكثر تشددا عما كانت عليه سابقا. 
بدورهم، افاد اولياء امور طلبة وتلاميذ من منطقة الشعب ومدينة الصدر والبياع والسيدية في احاديث لـ”الصباح” بان “هناك تخوفا من ارسال ابنائهم الى المدارس بعد مضي فترة الحظر الصحي، لان الوباء اصبح يصيب الاطفال والطلبة الذين اعمارهم صغيرة ما يدفع لعدم ارسالهم للامتحانات لو تمت حضوريا».  وبينوا ان “اجراء الامتحانات عبر الانترنت يجعلهم مطمئنين اكثر من ارسالهم الى المدرسة”، ودعوا “الوزارة الى التأني في اجراء امتحانات نصف السنة لحين انتهاء الموجة الجديدة لكورونا». 
من جانب اخر اعلن الوكيل الاداري لوزارة التربية الدكتور فلاح القيسي لـ “الصباح” ان الوزارة قدمت مقترحين لغرض دراستهما من قبل المختصين ورفعهما الى خلية الازمة والتي تتضمن اجراء امتحانات المراحل الابتدائية حضوريا لتخصص كل مرحلة اسبوعا لاكمال امتحاناتهم وتليها مرحلة اخرى في اسبوع اخر ، بينما اقترح ان تجرى امتحانات المراحل الثانوية عبر الانترنت لوجود تفاعل من قبل طلبة المتوسطة والاعدادية في التسجيل والدخول للمنصات الالكترونية، لاسيما ان الوزارة تعتمد خلال فترة الحظر الصحي بث جميع الدروس الكترونيا والبث المباشر عبر فضائية العراق التربوية والمنصات الالكترونية.