كذب أبيض !

الصفحة الاخيرة 2021/02/27
...

حسن العاني 
أشهد انه ملح جلساتنا ونكهتها، ذلك هو صديق مجموعتنا سلمان الصالح، شخصية وديعة مسالمة تتحلى بالطيبة والتواضع، الا ان أهم ما يميزها هو ذلك الظرف واثارة أجواء الانس والمتعة، ونقطة الظرف التي ينطلق منها، تتمثل في (موهبته ) بابتكار الحكايات المفبركة، انه يمتلك خيالاً خصباً يساعده في صياغة أي سيناريو يعجبه، مع حضور بديهة تنقذه من أي حرج، والطريف في امر الرجل، انه كان ينسب تلك الحكايات له، وكأنه بطل الأفلام جميعها، سواء كانت تلك البطولة إيجابية ام سلبية، لان الهدف في الأحوال كلها لا يتعدى دائرة المرح والضحك، مع العلم انه يعرف جيداً باننا نعرف : ان الروايات التي نسمعها لا أساس لها من الصحة، فقد حدثنا مرة ان امين عام الأمم المتحدة اتصل به هاتفياً، وطلب منه الحضور الى مقره، الا انه رفض وقال له على حد زعمه [ من يريدني يأتي الى بيتي ]، ولذلك زاره الأمين العام في بيته، وتناول وجبة الغداء عنده، وقد اعجب بالأكلات العراقية وخاصة ( الدولمة والباچة والدليمية )، ويواصل حكايته : كلفني الأمين أن أكون مسؤول حمايته الشخصية، ولكننا لم نتفق لكون الراتب مليون دولار، ولم يعجبني لأنه اقل من استحقاقي !.
واحدة من اطرف حكاياته المفبركة، انه احتسى مشروبات كحولية وخرج الى الشارع وهو يردد بأعلى صوته [ كرسي فلان اغلى من الروح ...شلون يعوفه] وبينما كنت اردد العبارة بطريقة الاهزوجة منتشياً، وانا لا ادري من اين علقت في ذهني، داهمني أربعة رجال، واقتادوني معصوب العينين الى جهة مجهولة، ومع اول صفعة قوية ( طارت السكرة) من رأسي وصحوت، واخبرتهم وانا اقسم انني كنت مخموراً، لكنهم لم يلتفتوا الى قسمي واشبعوني ضرباً وهددوني بقطع لساني اذا لم اخبرهم من هو (فلان)، وحين واصلت انكاري قطعوا نصف لساني وأحالوني الى المحكمة، وهناك واصلت انكاري، وقد امر القاضي بسجني لمدة سنة بتهمة الكذب، 
لأنني انكرت معرفتي بفلان مع ان الجميع يعرفونه، سأله احدنا [ اذا قطعوا نصف لسانك لعد شلون كنت تتكلم ؟!] رد عليه في الحال : «هاي شبيك يمعود ... اكو ناس تسمع صوتهم واصل للسما وهمه اصلاً ما عدهم لسان»!.