أليسون فلود
ترجمة: ليندا أدور
«سأدفن في القبر الهادئ عما قريب، أحمدُ الله على القبر الهادئ، يمكنني الشعور ببرودة الأرض عليَّ، وأزهار الأقحوان تنمو فوقي، يا لهذا السكون، ستكون هي المرة الأولى بالنسبة لي»، هذه هي الكلمات التي أخبر بها صديقه، جوزيف سيفيرن، قبل أن يتوفى بين ذراعيه، حدث ذلك منذ ما يقرب من 200 عام، في الثالث والعشرين من شهر شباط من العام 1821، عندما توفي الشاعر الانجليزي، جون كيتس، في روما في سن الخامسة والعشرين إثر إصابته بمرض السل.
كان كيتس قد أوصى بأن تحفر عبارة «هنا يرقد شخص كُتب اسمه بالماء» على شاهد قبره، اذ لا يزال بإمكان زوار المقبرة البروتستانتية في روما، رؤيتها حتى اليوم. لكن، وبعيدا عن عبارة «كُتب بالماء»، لا تزال كلمات كيتس تتردد ولها صداها من خلال مجموعة كتابات وفعاليات تقام للاحتفاء بالذكرى المئوية الثانية لرحيله.
يقول أنكوس غراهام كامبيل، الكاتب المسرحي والأكاديمي، الذي تروي مسرحيته «كُتب بالماء Writ in Water» قصة الأسابيع الأخيرة لكيتس: «على مدى 200 عام، كانت سمعة كيتس تزداد سموا، في الوقت الذي كانت سمعة معاصريه بين علو ودنو»، مضيفا «ألهب رحيله المبكر، وحبه المحكوم عليه بالفشل، وشخصيته الساحرة، وإطلالته الجميلة، الى جانب شعره السهل والمترف، مخيلات الأجيال، وستستمر سمعته بالسمو».
واحتفاء بذكراه السنوية، تعمل جمعية الشعر بالتعاون مع «منزل كيتس» في هامبستيد، اذ قامت الجمعية بتكليف شعراء لكتابة قصائد مستوحاة من كيتس. أما في منزل كيتس- شيلي التذكاري»، (شيلي هو الشاعر الانكليزي الرومانسي بيرسي بيش شيلي ويعد واحدا من أفضل الشعراء الغنائيين واشتهر بصحبته لكيتس- ويكيبيديا- المترجمة)، في روما إذ توفي كيتس، فقد أطلق القائمون عليه جولة مصوّرة غامرة عن المنزل، يُروى خلالها قصة حملت عنوان «رحيل كيتس»، تُقرأ فيها مقاطع من رسائل تتحدث عن قصة الأيام التي عاشها كيتس في المنزل ووفاته فيه. يقول الآيرلندي بوب غيلدوف، المغني والملحن والمحب لعمل الخير، الذي كلف بمهام «سفير كيتس- شيلي 200»: «بالنسبة لي، فإن كيتس ومنزله في روما يعنيان لي الكثير، وانه لمن دواعي سروري أن أشارك في هذا المشروع».
أما جوزيبي ألبانو، القيّم على منزل كيتس- شيلي فيقول: «لم يكن كيتس يرى نفسه شاعرا رومانسيا، لكني أعتقد بأنه كان يعلم بأنه شاعر يعمل على ثورة اللغة والخيال، وهي صفات لا تزال حتى اليوم صائبة»، مضيفا: «ثم كانت
هناك القصة الحزينة لحياته وموته، ورسائله، التي تعد من بين الأحدث والأمهر في اللغة الأنكليزية. لا يمكن ان يتوقف عن إثارة دهشتي، كم الحب الذي يوحي به لزائريه في منزل كيتس- شيلي، وكيف يمكن لأعماله أن تكون لها القوة على اجتذاب الناس والوصل فيما بينهم.
مضت 200 سنة على رحيله، ولا يزال شعر كيتس ينبض بالحياة والأكثر محببا».
*صحيفة الغارديان البريطانية