لغة الأرض

ثقافة 2021/02/28
...

 صلاح حسن السيلاوي 
 
 
صدرت حديثاً عن دار الفؤاد للنشر والتوزيع في مصر مجموعة القاص علي حسين عبيد (لغة الأرض) الفائزة بالمركز الأول في جائزة الطيب صالح، بعد أن طبعت للمرة الأولى في السودان عن أمانة الجائزة عام 2020.
ضمت لغة الأرض أربع عشرة قصة قصيرة، وقد فازت في الدورة التاسعة للجائزة من بين 266 مجموعة قصصية.
القاص علي حسين عبيد تحدث لـ"الصباح" عن مجموعته قائلا: إنها عبارة عن كاميرا سردية تعرض وقائع حروب متناسلة ومواقف إنسانية مؤلمة ومشرقة في آن واحد، تُظهِر ما عاناه العراقيون من أوجاع ومآسٍ هائلة، كما تُظهر البون الشاسع بين الإنسان والوحش الذي يربض بداخله، وتذكّر بأن الموت لا يحدث برصاص الحرب وحدهُ، وإنما توجد لدى الحرب وسائل وأدوات وأذرع أخرى للتحطيم والقتل كثيرة غير الرصاص. وقال ايضا: لا تغيب قصص الحب العميقة عن مجموعة لغة الأرض، لاسيما تلك التي تتوطّد بين الأرض والإنسان الذي يجيد محادثة أرضه باللغة التي تفهمها، فتستجيب له وتحتضنه كالأم الرؤوم. وقد حظيت المجموعة بردود افعال متميزة في الوسط الثقافي العراقي والعربي ومنها ما قاله الروائي السوداني أمير تاج السر: كتبت مرة عن الأدب العراقي، فقلت إن الحرب أفرزت دما أدبيا جديدا، يفوق حرارة ذلك الدم العراقي الذي أراقته الحروب، وهكذا تجد في قصص وروايات الكثير من الأدباء العراقيين تلك السمة الحديثة، وفي هذه القصص المذهلة للكاتب العراقي علي حسين عبيد، تجد كيف كتبت الحرب في صيغتها العنيفة والإنسانية أيضا، أي تلك المرتبطة بالإنسان العراقي، لا ثقة في أحد في أجواء الحروب والرصاص، لا قصص حب ستزدهر حتى النهاية، ولا خواطر ستهدأ، أو تأمن حتى في زمن السلم. 
وأضاف تاج السر قائلا: لقد كتب لنا علي تجارب حية لأناس شاركوا في الحرب وعادوا ليشاركوا في التعمير، ليحبوا، ويأمنوا ويصنعوا الوطن الحلم، ولم يكن الأمر سهلا، فدائما ثمة عنف عشوائي سيظل موجودا، وكوابيس ليلية ستتحاوم هنا وهناك. كل ذلك في لغة بسيطة سهلة وشخصيات مرسومة بدقة تحاول دائما أن تستعيد شيئا من صفات الإنسان.