الهاتف الأرضي .. ما أجملك

الصفحة الاخيرة 2021/03/04
...

زيد الحلي 
مرت سنون عديدة على غياب الهاتف الأرضي عندنا، ولم نعد نسمع رنة جرسه في العمل او البيت، ومع هذا الغياب حل غريمه "الموبايل" كاتم اسرار من يحمله، فزمن الصوت المسموع والصريح، قد انتهى .!
لن ادخل في جزئيات ما ولّده "كتمان" الموبايل، او ما نسميه الهاتف النقال من اسرار، يحتفظ بها اثنان فقط، وهي اسرار لم تعد خافية على احد، غير اني ارفع صوتي مطالباً بعودة الهاتف الأرضي الى سابق عهده، فليس من المنطق أن يكون العراق البلد الوحيد على سطح الكرة الارضية الذي يخلو من خدماته، ابحثوا عن دولة واحدة في العالم لا تمتلك مثل هذا الهاتف، اذ تجدونه في العمل وفي البيت وفي "أكشاك" الشوارع والمطارات والفنادق والمصارف والمستشفيات والمقاهي والجامعات والغابات وعلى سواحل  البحار والمحيطات وفي قمم الجبال، بل في كل ما يخطر على بال
انسان !
شخصياً ادرك تماما، أن الهواتف الارضية القديمة لا يمكن ارجاعها، نتيجة توجه المواطن للموبايل عوضا عنها، لكني في مقابل ذلك، ادرك ايضاً ان الهاتف الارضي المعمول به عالميا، يحمل مواصفات الذكاء الالكتروني،  ويحتوي على مميزات جديدة، اذ يعمل على شبكة ضوئية ولن يقتصر على المكالمات بين المواطنين، وانما ينقل المعلومات الاخرى التي تنافس
الموبايل .
ومن خفايا الخدمة الهاتفية في العراق، نشير الى انه شهد في العام 1919 نصب اول بدالة يدوية صغيرة في منطقة الاعظمية ببغداد، ربط بها عدد من الهواتف الخاصة بالدوائر الرسمية، ونصبت بدالة اخرى في البصرة وكانت أوتوماتيكية وعرفت ببدالة العشار، وحينها عملت مديرية البريد والبرق العامة على تشجيع المواطنين على نصب الهواتف في مساكنهم، فأصدر أرشد العمري، وكان المدير العام لتلك الدائرة منشوراً برقم 23 وبتاريخ 15 آذار 1931 قرر فيه منح مبلغ  نقدي مقداره 10 روبيات حوالي 750 فلساً عراقياً، مكافأة لكل موظف بريدي يقنع مواطناً بنصب هاتف في مسكنه 
أو محله.