«الخطيئة» بتقنيات مختلفة عن مايكل أنجلو

الصفحة الاخيرة 2021/03/14
...

واشنطن: نافع الناجي
 
 
على النقيض من الافلام التي تنتهج عرض سيرة حياة احد المبدعين، وتلقي حزمة من الضوء على جوانب من حياته، يبدو فيلم «الخطيئة» للمخرج الروسي أندريه كونشالوفسكي، الذي يتابع رسام عصر النهضة الشهير مايكل أنجلو (يؤدي دوره ألبرتو تستون) وهو يتنقل بين روما وفلورنسا وكارارا بإيطاليا، وهو يكافح لإنهاء المشاريع دون التعرض للقتل أو الإفلاس، لذا فالفيلم يركز على اللوجستك اكثر من عرض سيرة انجلو المعتادة.
وعكس كل المحاولات السينمائية الفاشلة الأخرى لتصوير «العبقرية» الفنية، فقد تجنب مخرجه كونشالوفسكي الوقوع بهذا الفخ تماما، وبدلاً من ذلك ، يقضي مايكل أنجلو معظم الفيلم في المساومة مع الموردين حول التكاليف، والعمل على قضايا المواد والتوريد، وتهدئة غضب رعاته الأثرياء أحياناً.
كما يدور جزء كبير من الفيلم حول (لوجستيات) الحصول على المواد اللازمة لمايكل أنجلو لإنشاء منحوتاته الشهيرة، بعبارة أخرى، إنه تصوير دقيق لما يتطلبه الأمر ليكون فنانا ناجحا، وهو تصوير يمكن للمشاهدين المعاصرين - داخل عالم الفن وخارجه - مشاهدته بعناية، اذ يمكن لأي شخص أن تكون لديه أفكار رائعة، لكن تأتي العبقرية الحقيقية من أولئك الذين لديهم النعم الاجتماعية والدوافع والفطنة المالية لتحقيقها.
الفيلم تم تصويره باللغة الإيطالية مع ترجمة إلى الإنكليزية، ويبتدئ الفيلم عندما ينتهي مايكل أنجلو من كنيسة سيستين، اذ كان مايكل أنجلو مشهورا بالفعل - يقف دافيده أمام قصر فيكيو في فلورنسا - ليخوض معركة عندما يجبره عمال الفاتيكان على إزالة السقالة، ولكن عندما يكملها البابا يوليوس الثاني (ماسيمو دي فرانكوفيتش) ، يتحرك مايكل أنجلو في البكاء، وبمجرد موت يوليوس سرعان ما تم استبداله بالبابا ليو العاشر (سيمون توفانين) ، وهو عضو في اسرة ميديشي 
الأكثر قوة، الذي بمجرد عودته إلى السلطة، استعان بمايكل أنجلو لبدء سلسلة من المشاريع الجديدة بما في ذلك الواجهة (التي لم تكتمل أبدًا) لكاتدرائية سان لورينزو في فلورنسا، والمشكلة الوحيدة ان مايكل أنجلو التزم بالفعل، وحصل على أموال مقابل القبر الضخم للبابا يوليوس الثاني، وكانت اسرة ديلا روفيري على وشك الانتهاء منه.