الإعلام الرقمي والتقليدي.. لمن الغلبة ؟

الصفحة الاخيرة 2021/03/18
...

زيد الحلّي
الدكتور محمد العامري رئيس قسم العلاقات العامة في كلية الاعلام بجامعة بغداد، بصدد كتابة بحث مهم بعنوان  "تجربة العراق في الاعلام الرقمي والتقليدي" وطلب مني شهادة ليثبتها في هذا البحث العلمي، ومع شكري وامتناني لطلبه، اقول ان العراق كان في مؤخرة بلدان المنطقة في مجال "الإعلام الرقمي"، اذ وصلته تقنيات ووسائل هذا (الاعلام) في السنوات الاولى من الالفية الجديدة، غير انه حجز له مكانا متقدما في هذا المجال، فحصد اعجاب المهتمين بهذا الاعلام، لاسيما من الاكاديميين والجامعات ومراكز البحوث بمختلف تخصصاتها. 
واظن ان من الاسباب الخفية للتميز العراقي بمجال الاعلام الرقمي رغم حداثته، هو التاريخ الموغل في القدم للإعلام التقليدي، في الصحافة المقروءة والمرئية والمسموعة، اذ كان من اوائل دول المنطقة في اصدار الصحف، فقد صدرت جريدته الاولى عام 1869، اما الاذاعة فقد تأسست عام 1936، والتلفزيون كان مفاجأة الشرق الاوسط ، اذ رأى النور في العام1956، هذا الارث جعل دخول الاعلام الرقمي الى العراق سهلا  وبرز فيه اعلاميون وتقنيون عراقيون كثر، وبلا شك ان  الاعلام الرقمي وفر للرأي العام فرصة لتدوين المداخلات المباشرة، ما سمح للجميع بالمزيد من الخيارات المتعلقة بالعرض والقراءة، وفتح  طرقاً جديدة أمام نشر الأخبار، فمن خلال المكونات الفنية للوسائط الجديدة، يمكن أن يوفر الاعلام الرقمي مجموعة متنوعة من الوسائط، مثل الصوت والفيديو والتصوير
الرقمي.
 إن التطور سمة الحياة، لكني ما زلت مؤمنا بأن عبق عطر حبر الصحف، يطغي على أريج عطور باريس، وستبقى الصحافة الورقية عنوانا وأرشيفاً للحياة، واظنها لن تموت ابدا، مجرد وقت وسنرى ان الصحافة الورقية، عادت الى رونقها من جديد، فبها نوثق المواقف ونحفظ  التواريخ، هي الحارس الامين للزمن والاحداث، اما الاعلام الرقمي فهو ابن اللحظة الضائعة، انه مثل دخان نشاهده لكن لا يمكن أن نلمسه!.