في يديك حفنةُ..

ثقافة 2021/03/18
...

  وليد حسين 
(1)
 في المخابئ نطلقُ أيدينا متضرعين 
نسرعُ نحو العافيةِ نمرّرُ تلك الأيقونةَ
 الحُبلى باجتياحِ الرعشةِ.. فوقَ أكتافِ
 الخائفين من الحربِ
 لا ضيرَ أنْ تنجو.. وأنت مثخنٌ بتلابيب اللحظةِ 
منتظراً لأمَلٍ ما..  وخلاصُ الأرضِ شكلٌ يجهشُ
 بالبكاءِ.. كلّما مرّت ساعةٌ اعتدنا ذلك النزقَ
 وأكداسُ القتلى تصطفُ في زحمةِ 
المشافي.. تفتّشُ عن ورقةِ إحصاءٍ تثبتُ عزمَنا 
وكأنّنا اجتزنا الممرات الصحيحة
 فليكن..  القبرُ ضمنَ مقترباتِ المدافنِ الحديثةِ
 
(2)
 وحدهم الموتى
 يرسلون رسائلَ مشفّرةً لأهليهم
 ولمّا كشفتَ النقابَ عنها
 أيقنت..  بإفشاء الطعامِ على المعوزين
 أصحابِ الخيباتِ المتراكمةِ
 أعطني كسرةَ خبزٍ دونَ حلمٍ
 لأنّي أشعرُ بشيوعِ الصدقة في الأوساطِ
 المتعفّفةِ.. لكي لا تمارس وصايا
 السلفِ.. أبسط يديك
 في يديك حفنةُ مواعيدٍ تختلطُ بأعدادٍ
 محدودةٍ.. وأنت تطلقُ الأنباءَ عن عاصفةٍ
 تقلعُ في طياتها غبارَ السنينِ الموحلات
 بالفجيعةِ..  لكي نتنفّسَ الصبحَ برئةٍ طافحة.  
 
(3)
 المخابِئُ بيوتاتٌ شاحبةٌ تقيمُ علاقاتٍ مؤقتةً
 بالمتسللين ليلاً ولسان حالهم: بأقسى شعورٍ أن تبيتَ 
معلّقاً تناجزك الأفكارُ 
وقتَ سُبات.. فالحروبُ التي غادرتها البلادُ تعودُ 
مجتزِئة.. صفحاتٍ لا يمكن أنْ تدفعها
 إلّا بالدعاء وبرِّ الوالدينِ
 وبذلك النحيبِ الممتدِّ على قارعة الأحداثِ
 فالرصاصُ مازال حيّا وعيونُ الغدرِ تقصي 
ملامحَك عند أولِ بقعةِ خلافٍ
وكأنّ الطعناتِ في أقصى جهةِ اليسارِ تقليدٌ عقيمٌ يسبر
 أغوارَ أحلامِنا كأيّامِنا الشحيحةِ
 فليكن.. وكأنّ الموتَ لنا حليفٌ
 نتصدّرُ أخبار القنواتِ 
العربيةِ