جامع علي بيك الجلالي التراثي.. مزيج من التصوف والأذكار

ريبورتاج 2021/03/18
...

 نهضــة علـــي
 
يعد جامع علي بيك الجلالي من اقدم اماكن اقامة الصلاة والجوامع المشيدة في سنوات قديمة، أي قبل نحو 400سنة، فبحسب المؤرخين كان قد بناه رجل معروف قديما بـ (علي بيك الجلالي) الى جانب حمامه المعروف قديماً بحمام علي بيك، ويتميز بعمرانه الخالي من النقوش التي عادة ما تزين ابنية المعابد والاضرحة وكتابة الآيات القرآنية بالخطوط العربية المعروفة. 

 
جامع ومصلى
جامع الجلالي الواقع في محلة شاطر لو وسط مدينة كركوك، بزقاق يغص بالمنازل السكنية والمحال، التي يتوسطها بابه الصغير تحدث عنه لـ"الصباح" امام وخطيب الجامع توفيق عبد الكريم بانه يعد من اقدم الجوامع في المحافظة، وقد بني سنة 1031 هجرية 1621 ميلادية من قبل احد الميسورين الاتراك عند قدومه الى مدينة كركوك مع مجموعة من الاسر التي تربطه بها صلة قربى من منطقة ديار بكر، من اجل ان تقام فيه الصلوات اليومية وصلاة الجمعة، وكان بناؤه بسيطا، يتكون من فناء للصلاة صيفي وشتوي مع حوض للوضوء يتم ملؤه بالماء بعد أن ينقل اليه بواسطة الحيوانات من انهر خاصة بحسب حديث القدماء، واشار "بان اول ترميم له كان قبل 150 سنة، اذ بنيت قاعة الصلاة الكبيرة، وقاعة اخرى لتكون مدرسة من قبل مختصين في الدروس الصوفية، ومن ثم رمم في الاربعينيات وبصورة مبسطة، ومن 1995 لغاية 2006 الجامع كان متروكا من دون اهتمام، اما في 2007، فقام احد المحسنين بحملة لترميمه بالكامل مع بقاء مظهره التراثي، ثم حظي باهتمام الاوقاف سنة 2013 بتخصيص مبلغ من تنمية الاقاليم لترميمه ايضا".
واضاف "انه مؤخرا عرض احد المتبرعين مبلغا لهدمه واعادة بنائه وتغيير الشكل العام وفق طراز جامع السلطان احمد، وتغيير كامل في الشكل  قبل ستة اشهر، الا انه لم تحصل موافقة دائرة الآثار".
وبين أن "مئذنة الجامع الحديدية كانت باللون الاخضر، واضيفت له من قبل احد الميسورين التركمان في التسعينيات ضمن مجموعة من الجوامع في المحافظة". 
مدرسة صوفية
المدرس المتقاعد محمود كلي اكد لـ"الصباح"، ان "البعض من الاسر ممن تبقوا من اسرة الجلالي، مازالوا يسكنون في المحلة ذاتها، فضلا عن اسر اخرى، وجميعهم يفضلون الصلاة في الجامع الذي يحتفظ بكثير من ذكريات محلتهم".
وبين "ان المدرسة الملحقة بالجامع خرجت الكثير من الشباب الذين اتجهوا الى التصوف، والى اليوم تقام اذكارهم وطقوسهم، ومنهم من اصبح شيخا معروفا، فقد خصصت قاعة لتعليم الصوفية وقراءة القرآن واقامة الاذكار الصوفية والمناقب النبوية وتعلم وصايا الدين". 
واضاف ان" مساحته تبلغ 1500متر والجزء الاخير خصص ليكون بيتا للخطيب والاسرة المتولية له قبله، وتم نقل باب الدخول الى الخلف ليناسب التمدد العمراني في الازقة وافتتاح محال الباعة، فضلا عن ان هناك مقبرة تجاوره".
 
أروقة المسجد
يتكون المسجد من فناء متوسط المساحة ومجموعة غرف وقبر لاحد الضباط العثمانيين وقاعة للصلاة تعلوها ست قباب، ثلاث منها صغيرة تقع الى الخلف وثلاث اخرى كبيرة تكون في الامام، وطريقة بناء قبابه العمرانية عبارة عن نصف كرة صغيرة الارتفاع، وتتكون القاعة من احد عشر قوسا، وتخلو من النقوش والكتابات حتى اثناء تحديث بنائه، ليكون مطابقا لاول طريقة بني بها، اضافة الى منبر الخطيب وتكون مئذنته الحديدية البيضاء اللون مائلة الى البيج بطول خمسة امتار تقريبا وبعرض صغير تتوسطها تعريضة لربط مكبرات الصوت لرفع الاذان اثناء مواقيت الصلاة، والجامع مازال يستقبل مصليه وبعض الاولاد ممن يرغبون بتعلم قراءة القرآن والحفظ والشرح والتعاليم والوصايا الدينية.
 وعن عائدية الجامع اكد الشيخ حسن معاون مدير الوقف السني في المحافظة لـ"الصباح" ان "الجوامع التراثية تسجل لديهم وتكون باشراف مفتشية الآثار في المحافظة، ولكونه جامعا لا تزال تقام فيه الصلوات فانه مسجل لديهم، الا ان التصرف فيه عند التعمير والترميم يكون بموافقة دائرة الآثار".