تأمل

الصفحة الاخيرة 2021/03/20
...

حسب الله يحيى 
لو تأملنا وراجعنا وتساءلنا عن الاسباب الحقيقية لازالة العديد من الامبراطوريات والمجتمعات التي باتت مجرد ذكرى تتم دراستها بوصفها صفحات تاريخية، تألقت واتسعت وملأت الكون ضجيجاً بعد اجتياحها الكثير من البلدان، ثم تلاشت واضمحلت وصارت في ذمة زمن منقرض، لو توقفنا عند اسباب الفشل والانحطاط، لتبينا مسألة جوهرية يمكن أن تكون نقطة مضيئة امام بصيرتنا في الزمن الراهن.
 أهم هذه الاسباب، يكمن في غطرسة وغرور تلك الامبراطوريات من جهة، وتقاعس البلدان التي تمت عملية اجتياحها من جهة ثانية، فبقاء الامبراطوريات، يقابله انكماش وغياب كفاءة وجدية مثل البلدان، ولو تيسر لتلك الامبراطوريات بناء الانسان الى جانب (بناء الحياة والعمران)، لكانت قد امتلأت واتسعت وبقيت في الوجود أزلية وعصية على الاضمحلال، ولو ان تلك البلدان اعتمدت على كفاءة ابنائها واسهمت مساهمة جادة وفعالة ومتجددة مع متغيرات العصر، لما كانت قد احتلت وذاب قسم كبير منها، وامامنا انموذج الشعوب: الصيني والياباني والاميركي، هذه الشعوب عرفت ما ينبغي عليها فعله لمواجهة القوى الكبرى التي ارادت ابتلاعها وبناء امبراطوريات جديدة على اشلائها.
من هنا نهضت واندفعت لبناء مستقبلها بأيدي ابنائها الذين اخلصوا لبلادهم ولم يتخلوا عنها عندما واجهت الازمات، بل عزمت هذه القوى المخلصة والكفوءة على بذل كل ما لديها من معارف وقيم على بناء بلدانها، في حين انشغلت الامبراطوريات بتوسيع رقعتها الجغرافية على حساب الانسان.
ترى.. اين نحن من متغيرات هذا العالم الذي يبني وجوده بكفاءات ابنائه، من دون أن يستسلم لاية قوة اجنبية تريد اضمحلاله وابتلاعه وتحويله الى بلد هامشي؟.