لخص الملحن الكبير محسن فرحان ذلك بنقاط عديدة قائلا: «اثبات المطربين الجدد لانفسهم وللجمهور أن لهم القدرة والامكانية على أداء هذه الأغاني الكبيرة، كما إن القاعدة الواسعة لأغاني الزمن الجميل، تدعم مسيرته الفنية وتجعلها طريقة سهلة جداً لشهرة الفنان، لأنها معروفة فلا تحتاج لمجهود كبير لنشرها بمعنى اخر هو «نجاح سهل للمطرب

 الناشئ». واضاف فرحان أن «إحساسهم الداخلي ومشاعرهم تعرف جيدا ان هذه القاعدة الحقيقية للغناء العراقي، فجمال الكلمة واللحن المتماسك جعلاها حيّا وحاضرا ومسموعا لدى فئات كثيرة من

 المجتمع». اما الفنان قاسم ماجد فبين أن «السبب الاول لاعادة الاغاني القديمة هي لجودتها، فسابقا كان الملحن يترجم الكلام ويعيش وينسجم معه، واحيانا تأخذ الأغنية عدة شهور، لتكتمل لذلك تخرج رصينة فيها الجمل صحيحة وبناؤها اللحني متماسك فتعمر، على عكس الاغاني الحالية التي امتازت بكونها هشة واغلب كلماتها ركيكة، لذلك لا يمكنها أن تحيا وقتاً طويلاً مثل الأغاني القديمة». خاتما حديثه «هناك حنين الى الاغاني الرصينة والراكزة وليس للفترة التي ادى فيها المطرب الاغنية، بدليل إن أغاني الخمسينيات والستينيات والسبعينبات لا يزال يسمعها الى يومنا هذا عدد كبير من الناس بمختلف اعمارهم». 

 لم تقتصر إعادة الاغاني على ما قدمه عدد من المطربين الراحلين في العقود الماضية، وانما هناك من يعيد أغاني مطربين ما زالوا موجودين على الساحة الفنية، بل وقادرون على تقديم الجديد من الاغنيات.. «بسبب شهرة ومحبة الناس لهذه الاغاني». 

بهذه الكلمات أجاب الفنان طلال علي على سؤالنا، وتابع «حاليا هناك بعض الفنانين يعيدون تسجيل اغاني التراث، كنوع من الاحتجاج على ما يطرح من إسفافٍ، وهي طريقة جيدة فبدل الكلام الذي لم ينفع تكون طريقة إعادة التراث هي الرد المناسب لما يحدث على الساحة الفنية». 

وأوضح علي أن «كل شعوب العالم عندما تريد أن تتباهى بهويتها، فإنها تذكّر الناس بتراثهم واصالتهم وجذورهم وماحققوه عبر عشرات السنين، ونحن لدينا تراث غنائي ضخم منذ بداية القرن الماضي والى الآن، فلا باس إن قمنا بإعادته للحفاظ على الأغنيات القديمة في ذاكرة الجيل

 الجديد».