بغداد : الصباح

تأخذنا رواية "مدينة أبي" الصادرة عن دار الآداب للكاتبة كفى الزعبي إلى مدينة محكومة بسلطة تجري معاقبة كل من يخالف أفكار الجماعات المسيطرة. وتركيز الزعبي عبرها على هيمنة المفاهيم والأفكار المشوّهة وتراجع القيم الإنسانية.

تصف الكاتبة أجواء الرواية التي تقع في 280 صفحة، حكاية دفن الأب الذي أوصى بأن يوارى الثرى في مدينته البعيدة، والنائية. 

وتدور أحداثها عن مدينة جاء إليها نبيل ليدْفن أباه فيها. وهي المدينة التي هجرها أبوه بعد أن خذلها، وظلّ يحنّ إليها. فيها التقى نبيل سناء، ومضى معها في طريق يبدو أفقها في البعيد ضيّقا، لكنَّه يتّسع كلَّما تقدّما. وفيها التقى طيف رجل كان يمكن أن يكون أباه: لم يخذل المدينة، ولم يهجرها، وصمد في سجونها، طيفًا يتوه معذَّبا في مدينة معتمة يكبّلها ثبات الزمن والعقل واللُّغة.

وكانت الزعبي قد أصدرت أيضا رواية "شمس بيضاء باردة" ووصلت الى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية.