حذار من أفعى الإساءة

الصفحة الاخيرة 2021/03/24
...

زيد الحلّي
حين امعنُ النظر في اقوال وحوارات ومقابلات من يظنون أنفسهم انهم من {علية} القوم في السياسة والثقافة والمجتمع، اجد أن روح الاساءة لبعضهم البعض هي السائدة، ولغة الثأر تتحكم بمشاعرهم، وروح التسامح مفقودة، وذكر الحسنات والاشادة بأفعال الخير غائبان تماما، واحسُ ان نبرة (الغرور) هي في رواج لافت، ناسين ان الغرور ربما يزهر فترة، لكنه لا يثمر ابدا !.
ان هذه الظاهرة المؤسفة، طغت على سماء المجتمع، وبتنا نلمسها بوضوح شديد، حين تقترب الانتخابات التشريعية، او انتخابات مؤسسات المجتمع المدني كالنقابات والجمعيات المهنية والنوادي الرياضية، وسرى الامر حتى على كتابات النقد التي نقرأها عن هذا الكتاب او تلك المسرحية او المعرض التشكيلي، لقد اصبحت هذه الحالة سمة (عراقية) بامتياز، مع الاسف الشديد، فتشويه الغير يعتبره البعض ثقافة، بينما هو السوء بعينه،  فهل هناك اضر اجتماعيا من بث روح الكراهية، ضد هذا وذاك، من اجل مصالح ضيقة الافق، هدفها التسقيط القيمي؟.
اكيد ان الانسان الذي تطوله سهام الاساءة من دون مسوغ، يصاب بخيبة أمل و ردة فعل تجرح الفؤاد، لاسيما حين يستشعر ان تلك السهام جاءته من محيط عمله،  فالطبيعة البشرية ترفض الإساءة، ومن علامات ذلك الرفض الغضب، وهنا يكون مفترق الطرق، فأما أن يسيطر المرء على غضبه، وبالتالي تكون ردة فعله تتجه نحو قول الحق سبحانه وتعالى {والكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين} او أن يسيطر عليه الغضب، فيرد الإساءة
بالإساءة !
خلصتُ الى قناعة أن كيل التهم والتشهير والاساءة، هو فن يتقنه كل من تخلى عن الأخلاق، فحتى الأطفال رغم براءتهم إلا أنهم لا ينسون الإساءة أبداً، وعن نفسي اقول : كلما أساء لي أحد أحاول أن أرفع روحي عاليا بحيث لا تستطيع الإساءة الوصول إليه!