الإعلام الجديد بين الواقع والافتراض
آراء
2021/04/01
+A
-A
د. عبد الواحد مشعل
قبل الدولة أو القطاعات الإعلامية المستقلة الى حالة جديدة من الاستخدام الشخصي للإعلام، حينما يكون الفرد بمعرفته الجديدة، هو مصدر الفهم والتقدير والنشر لموضوع ما.
إن نظرة متفحصة للواقع الاجتماعي والسياسي العراقي تعطينا تصورا جديدا لكيفية استخدام الإعلام الجديد وتأثيراته السياسية والثقافية في البنية العقلية العراقية، وخروجها من نمط الإعلام التقليدي، إذ أصبح الفرد العراقي أمام واقع جديد لم يألفه من قبل، فكل شيء أصبح متاحا إمامه كما اخذ يطلع على الآراء الأخرى، سواء تصارع أم اتفق معها، من دون وجود رقيب عليها، وهذا لا يعني أن النموذج الديمقراطي الجاري تقديمه الى المجتمع أنموذج صالح أو انه قد حقق أهدافه أو كان تطبيقه نافعا في لحظة ما ، وان بلوغ مرحلة النضج في هذا السياق يحتاج الى حوار واع بين فكرتين أو أكثر، وهو ما يؤثر بدوره في الوعي السياسي، وعلى نطاق واسع، إلا أن الإشكالية التي يعيشها هذا الاستخدام هو الصراع بين الأنماط الثقافية التقليدية، وبين ما يطرحه الإعلام الجديد من أنماط جديدة من التفكير الحدثاوي الذي بدأ يتفاعل، وبخاصة لدى الأجيال الجديدة. بمعنى وقوع الإنسان بين أفكار افتراضيه يطرحها الإعلام الجديد، وبين ما يتلقاه من أفكار أو أخبار من قنوات إعلامية مؤسساتية، ما شكل ذلك قلقلا متزايدا لدى إنساننا المعاصر، الذي أصبح يحتاج الى رؤية جديدة كي يخرج من جدلية فرضت عليه فرضا.