يوم واحد كسل

آراء 2021/04/03
...

 عواطف مدلول
 

في الوقت الذي كان يتمنى فيه البعض من الموظفين ان يوفروا لأنفسهم «يوم واحد كسل» ويلغوا خلاله جميع التزاماتهم في العمل، بعد ايام اسبوع شاقة محملة بالجهد والتعب والروتين اليومي الاعتيادي القاتل، حتى في يومي الجمعة والسبت اللذين عادة ما يتم فيها اكمال ما تبقى من واجبات ومتعلقات العمل في البيت، صار يحلم الكثير منهم بالعودة الى تلك الطقوس الطبيعية التي كان الأغلب يتذمر ومنها ويعدها عبئا ثقيلا ومملا جدا وينتظر فرصة تحرره منها، كما أضحى يتحسر عليها منذ انتشار جائحة كورونا العام الماضي لكونها اوقفت تلك التقاليد وغيرت عادات العمل كليا، إذ قلبت مدة الاغلاق بسببها الحياة رأسا على عقب فاتخذت شكلا آخر، وصار من الضروري على كل شخص ان يعيد ترتيب برنامجه اليومي بما يتلاءم والمرحلة الجديدة، ويناسب الظروف التي تتبدل حسب الموقف الصحي الوبائي وعدد الاصابات الحاصلة يوميا، فأصبح هذا الوضع يشعر البعض بالفوضى والكسل لان الدوام في الدوائر الحكومية تم تقليصه بنسبة اقل مما كان عليه في السابق، والحظر الكلي متوقع بين لحظة وأخرى، والجزئي قائم ومستمر على طول الاسبوع، وبدلا من ان يبحث عن يوم واحد كسل في الاسبوع، تحولت رغبته باتجاه معاكس تماما في السعي والطموح لاكتشاف منافذ ونشاطات شتى تسهم بتخليصه من تلك البطالة والاجازة الاجبارية وتحفظ التوازن النفسي له، لاسيما ان معظمهم خضع واستسلم للعطل وبمرور الايام والاشهر أخذ يفقد حماسه واندفاعه في الحياة، فبات عرضة للاكتئاب والارق جراء العزلة وقساوة العيش في ظل الوباء وما رافقها من مشاعر قلق وخوف وتشاؤم، وهناك من اكتسب صفات وسلوكيات غير معتاد عليها من المحيط الموجود حوله وربما كانت مرفوضة لديه في الماضي، وتعلم الاسفاف والمماطلة في انجاز المهام والتقصير واللامبالاة تجاهها والمبالغة في اسراف واهدار الوقت، فتعطلت جميع اهدافه واحلامه لانها محاطة بالاحباط وينقصها الكثير من التحفيز، وبالمقابل نجد نسبة كبيرة من الناس نجحت في التأقلم مع الوباء حتى وان ارتفعت الاصابات به، ونظرت له كأزمة عابرة لا بد ان لها وقتا معينا وتتلاشى في النهاية، فاستطاع خلالها ان يعبر خطوات عديدة نحو الامام باستثمارها وتسخير الجزء الايجابي فيها لصالحه، وايجاد مخرج يطل به على حياة جديدة مختلفة جدا عن كل مامضى، طرد بها كل أنواع الكسل.