أسعار نارية !

الصفحة الاخيرة 2021/04/04
...

حسب الله يحيى 
من اكثر الامور إثارة للانتباه هذه الايام، ارتفاع اسعار المواد الغذائية والدوائية، ومع اننا اعتدنا 
على الاساليب التي يمارسها الباعة والصيادلة، كلما كانت هناك مناسبات دينية او اعياد او مواسم معينة، الا ان ما يجري الان من ارتفاع للأسعار 
غير مسبوق، يصوغه و(يبدع) الباعة في ابتكار شتى الطرق لتحقيق الارباح، معتمدين على ثلاثة اوجه: هي ارتفاع سعر الدولار، وجائحة 
كورونا، وحلول شهر رمضان، والى جانب 
هذا الارتفاع الملتهب في الاسعار، لا نجد ثمة رقابة ولا تحديدا للأسعار ولا طبيعة المنتوج 
وصلاحيته. 
واذا كانت الحكومة غائبة عن معالجة هذه الظاهرة، والضمائر ميتة ولا شأن 
لها بفقر الناس ولا بالتهديدات المرة في استقطاع الرواتب وفرض الضرائب على أنفاس الناس، فان 
الامور ستؤول الى حال يثقل على الجميع باستثناء فئة تتمتع بامتيازات لا تتميز فيها عن خلق الله الا في كونها وصلت الى كراس لا تستحق الجلوس عليها ومناصب ليست مؤهلة 
لها وحدود من الترف لا يرتاح لها حال الا بالمزيد والمزيد، ما نحن عليه من ثقل ارتفاع اسعار ينذر بأوضاع اجتماعية مأساوية امام ابواب مقفلة ومفاتيح ضائعة.
 واذا كان الامل المرتجى من اصحاب الضمائر وهم يستقبلون المواسم والامراض والدولار المحلق في اجوائنا، فان الامر سيظل مفقودا، بينما العالم كله يعالج الامور بالتكافل الاجتماعي والضمائر الحية التي تواجه مثل هذه العقبات بالحلول المنطقية والمؤازرة والمشاركة في التعاون والتفاعل في المحن باستثناء العراق الذي يجور اهله على اهله، وكأن الجميع يريد اكل الجميع، وكأن الغنى مناسبة ينبغي أن يستثمر كل عقبة تمر بها البلاد، ترى هل هناك من ينتبه للأحوال التي لا حول لها؟.