دبلوماسية اللقاح

الصفحة الاخيرة 2021/04/05
...

عبد الهادي مهودر
حين وصلت اللقاحات إلى العراق أصبحت الاسئلة المتداولة بين الناس : هل لقحت ؟ وماذا تشعر الآن ؟ وهل تمنع اللقاحات الإصابة بكورونا ؟ وتفرعت الاسئلة إلى اسم اللقاح وأيهما الأفضل ؟ وقبل هذه التساؤلات كان السؤال الشائع والمقلق هو لماذا  تأخر وصول اللقاحات ؟ وشكّل هذا السؤال ضغطا على وزارة الصحة، وبعد وصول اللقاحات تركنا السؤال القديم وغيّرنا الموجة على الفور إلى أسئلة مسترخية عن أعراض اللقاح وفلسفة اللقاح، وفي بدايات الجائحة أثيرت العديد من التساؤلات والمخاوف من تأثير العلاقات الدولية على توفر اللقاحات،  خاصةً في أواخر أيام الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب، الأمر الذي دفع دولة مثل كندا لشراء خمسة أضعاف حاجتها من اللقاح لاحتمالات فرض ترامب قيودا على التصدير، لكن فاعلية اللقاحات فرضت نفسها ولم يعد مقبولا من الدول المنتجة استغلال هذا الإنجاز الطبي والإنساني في علاقاتها وعداءاتها، أما اللقاح الذي يحمل الفيروس غير النشط، فقد تمكن رغم خموله من تفريق دول المعسكر الواحد، واليوم والحمد لله، بين روسيا والصين صراع خفي للاستحواذ على منطقة النفوذ في أوروبا الشرقية، وكذلك بين دول المعسكر الغربي، اميركا والاتحاد الاوروبي، صراع ظاهر على هامش إنتاجه وتصديره، وبعض الخلافات رحمة للشعوب الفقيرة التي لا تملك إلا الدعاء .
وعراقياً وشعبياً أصبحنا في مرحلة متطورة من التساؤل عن فاعلية اللقاح بغض النظر عن جهة المنشأ والولاء للمنشأ، غير اننا وبعد إعلان وزارة الصحة عن وصوله مع آلية ميسرة لتلقي اللقاح في وقت قصير صرنا  نتردد ونمتنع لا لشيء إلا لتوفر اللقاحات وسرعة عملية التلقيح وانسيابيتها ، وهو الأمر الذي لم نعتد عليه ولا ينسجم مع انجذابنا الفطري للطوابير الطويلة وللممنوع المرغوب أكثر من المتاح المتوفر، لقد اعتدنا على الطوابير والتدافع والشائعات التي تلعب بعقول المتدافعين، (والواسطة والدفعة) واتصال من صديق لتسهيل الأمور، وهو ما قد يحصل في نهاية المطاف ويكون مظهر التدافع هو المحفّز على تلقي المواطنين العازفين الجرعة الأولى من اللقاح، وتبدو القضية ليست بحاجة إلى توعية وإرشادات بقدر حاجتها إلى تسخين و( أكشن ) ليس إلا، ( أكشنوها ) يرحمكم الله.