لا تمتلك أغلب الأمم «النفط» لكنهم ينعمون بالتقدم والتطور وامتلاك أحدث التكنولوجيا، حتى أنهم يقومون بتصدير منتوجات قد تبدو غير مهمة في نظرنا وحياتنا.
مثلا هولندا تصدر الورد والرياحين وأنواعها, بلجيكا تصدر أنواع الشكولاته, دول أخرى تصدر الخشب وأخرى تملأ اسواق العالم بمنتوج الشاي, القهوة, الرز, الأجبان, التمور، اللحوم وغيرها.
بعض الدول المتقدمة مثل المانيا احتاجت لاستيراد النفايات لغرض توليد الطاقة الكهربائية من دون الرجوع لسد حاجتها من استيراد النفط, مثل هذه الدول قطعت أشواطا كبيرة في عملية تنمية البنى التحتية وتخلصت من ذبذبة أسعار النفط والدولار والذهب، ومتابعة البورصة العالمية، وظلت عملتها مستقرة لسنوات طوال، دول عديدة عربية وأجنبية اعتمدت على مصادر بديلة لوجود النفط على أراضيها, فاعتمدت على الزراعة والثروات الحيوانية والسمكية، وقامت بعضها بتطوير الصناعة بأشكالها وأنواعها حتى قامت بتصنيع الطائرات والمفاعل النووية، وأخرى اعتمدت على السياحة، رغم فقرها، لكنها جملت مدنها واستطاعت طائراتها الوصول الى معظم دول العالم، وبالتأكيد أكبر العواصم العالمية تحتاج للاستثمار، الذي ينقذ الاقتصاد ويدر الأموال على البلد والمستثمرين، كما لا ننسى أهمية المياه في تحريك الحياة لأي مدينة.
ونحن في العراق نجد أنهارنا تصب في الخليج من دون الاستفادة منها في إرواء أراضينا العطشى, الشمس والرياح أيضا مفيدة تستغلها العواصم لغرض انتاج الطاقة الكهربائية.
النفط الذي يشكل لنا بوابة للعالم يقلقنا دائما، فأسعاره المتذبذبة في السوق العالمية مترنحة بين الحين والآخر، ما يؤثر حتما في المواطن البسيط وعلى وضع المجتمع بمجمله, ولو كان هناك تفعيل للدراسات والبحوث التي تقدم حول اعتمادنا للبدائل المتوافرة في عقولنا وأراضينا، لما وصل الحال الى ما عليه الآن، ومع مرور الزمن إن قمنا بتفعيل مهمة البدائل سنجد أنفسنا نكتفي ذاتيا, ولن نحتاج الى الاستيراد الذي يرهق بلدنا، وبذلك نقوم بتشجيع العقول الشابة منها في ادارة موارد البلد, ولن يهمنا وجود النفط وغيره في أراضينا, وعلى ما يبدو أن النفط نقمة وليس نعمة.