عيد اكيتو

آراء 2021/04/06
...

   سها الشيخلي
يحتفل هذه الايام من ابناء شعبنا الكلدان والسريان والاشوريون بعيد اكيتو البابلي، وكما تشير الالواح المسمارية السومرية، انه يبدأ في الاول من شهر (نيسانو) السومري والمعروف لدينا بشهر نيسان من كل عام ويستمر (12) يوميا، اما لماذا هذه الاطالة، والجواب ان الرقم (12) هو رقم رمزي في النظام الستيني لعلم الرياضيات البابلي، هذا النظام المرن الذي يعتمد على اس العدد (60) من حيث قابليته للتحليل الى عوامل عدة اكثر من أي نظام عددي آخر معروف، وكذلك ابراج الفلك حيث عددها (12) برجا ايضا، وفسر البعض رمزيا مدة عيد اكتو البالغة (12 يوما) بانها تساوي اشهر السنة الاثني عشر، فكل يوم كان يقابل شهرا واحدا مرتبطا بالسنة الجديدة، ويرتبط الرمز الكامل بالمفهوم الاسطوري للاشهر الاثني عشر للخصوبة والوفرة، ومفهوم مشابه يرتبط بالاعياد الشهرية باساطير النجوم والابراج.
ويعد هذا العيد بداية السنة الجديدة، حيث تخضر الارض وتكثر المواليد لكل الاحياء انه يعني بداية الحياة في عالمنا، اما طقوسه فيشارك فيها كل من الملك والكهنة والشعب عامة، ويرجع الاحتفال بهذا العيد في ارض الرافدين الى السلالة الاولى البابلية، اي في مطلع الالف الثاني قبل الميلاد، وما زال يحتفل بهذا العيد في ارض ما بين النهرين، وبذلك يكون عمر هذا العيد اكثر من اربعة الاف سنة، وربما كان اطول عمرا من كل الاعياد .
تعد الاحتفالات بالسنة الجديدة (الاكيتو) واحدة من اكثر الاعياد والمهرجانات الدينية الاجتماعية الشعبية قدما وعالمية، والتي كان يشارك فيها الملك وجماهير المدينة، وتؤشر الاحتفالات والملاحظات الطقسية مرور الفصول او عودة الشمس، وقد كان يحتفل بعيد اكيتو في العصر السومري طبقا للدورة النباتية لموسم الحصاد والبذار، وكلاهما كان يؤشر بداية السنة.
كانت برامج العيد مزدحمة ومن ضمنها موكب الملك الذي يستعرض حاشيته ومواطنيه، وما زال شارع الموكب شاخصا في اطلال بابل وتكتمل ايام العيد بالعبادة والاضاحي، وكانت بالتاكيد ذات تاثير اجتماعي للمواطنين في بابل، كانت الطقوس تتبنى التكافل من خلال تقديم الطعام والشراب والولائم وتوزع اللحم ومواد غذائية اخرى، حيث يستمتع المواطن المتوسط الحال والفقير باللحم ووسائل الترف الاخرى.
وكانت الطقوس اليومية تبدأ بوقت مبكر، بينما لا يزال الظلام مخيما على الارض وكان الكهنة ورجال المعابد يقودون الاحتفال، حيث كانوا مسيطرين على الاقتصاد ومعاني الانتاج والتوزيع، كما كانت المصارف في بلاد الرافدين القديمة، وكان الخمس هو ما يجب على حكام المقاطعات والطبقة الميسورة دفعه ويتضمن الحاصلات الزراعية والثروة الحيوانية، كالقرابين المقدمة الى المعابد.