تفاؤل

آراء 2021/04/07
...

  د. كريم شغيدل
العلاقات العربية العراقية، منذ تأسيس الدولة العراقية مطلع القرن المنصرم، وهي في تذبذب مستمر، فمرة نجد أنفسنا حلفاء لهذه الدولة أو تلك، ومرة نجد أنفسنا في تقاطع مع تلك الدول ذاتها، ففي السياسة كما يقال (ليس هناك صديق دائم ولا عدو دائم بل هناك مصالح دائمة)، لكن هل تذبذب العلاقات يستند إلى فكرة المصالح دائماً؟، لا طبعاً.
ففي بعض التقاطعات والعداءات ضرر بمصالح كلا الطرفين، وفي السياسة هناك عداءات تقليدية تشكل عاملاً أساسياً للتوازن، كتقاطعات الحرب الباردة قبل انهيار الاتحاد السوفياتي، للتحالفات والعلاقات الثنائية المتينة بين الدول مردودات إيجابية إذا بقيت متوازنة من دون غلبة أو ابتزاز من هذا الطرف على حساب الطرف الآخر، وبعضها يبنى على أساس الوقوف بوجه طرف ثالث بصفة عدو حقيقي أو مفترض، فيدفع فيها أحد الأطراف ثمناً لحماية الطرف الآخر.
منذ سقوط النظام الاستبدادي في التاسع من نيسان على أيدي القوات الأميركية حتى اليوم، سعى العراق لإيجاد علاقات عراقية عربية متوازنة، لكن أغلب تلك المساعي لم تُؤتِ أكلها كما يقال، ربما لكونها كانت مشروطة أو مرتبطة بعوامل أخرى خارج السياسة والمصالح المشتركة، لكن اليوم نجد تحولاً ملموساً من خلال الزيارتين الأخيريتين اللتين قام بهما دولة رئيس الوزراء الكاظمي للعربية السعودية والإمارات العربية، فضلاً عن الاستعداد لعقد القمة الثلاثية بين العراق ومصر والأردن المزمع إقامتها في بغداد الشهر الحالي، وتعد هذه المساعي بمثابة خريطة طريق لصفحة جديدة يستعيد فيها العراق عمقه العربي، شريطة ألا يكون هذا على حساب علاقاته الأخرى التي قد تفرضها الاشتراطات العربية.
لم تكن المصالح الدولية بعيدة عن هذه الخريطة، لا سيما الإدارة الأميركية الجديدة التي تمتلك ربما رؤية مغايرة لإحداث التوازن في المنطقة، بعد تطبيع عدد من دول الخليج مع إسرائيل، ومع وجود ما ينبئ بإمكانية عودة التفاوض الإيراني الأميركي بشأن الاتفاق النووي من جهة، وبعض الاستعدادات السعودية للتقارب مع إيران وحل الأزمة اليمنية من جهة أخرى، وفي الأفق محاولات للتقارب اليمني وإنهاء حالة الحرب، ولم يكن الملفان السوري والليبي بعيدين عن هذا الأفق، وخلاصة القول: إننا متفائلون.